صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/57

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٤٩ -- أريد من الأديب أن يؤلف في سن المرانة والابتداء ، ثم ينقطع عن التأليف بعد النضج والاكتال ، لكان هذا بدعة أخرى من بدع انقلاب الأحوال التي حقت على المتخلفين من شعوب الشرق أجمعين . 35 و إذا كان الغرض هو الكتابة في الصحف دون التأليف والتصنيف فليس بصحيح أن شيوخ الأدب يحتكرون الكتابة الصحفية ، أدبية كانت أو غير أدبية بأي معنى من معاني الاحتكار . بل ربما اقترنت بكل مقالة يكتبها أديب مشهور خمس مقالات أو ست أو سبع يكتبها أدباء ناشئون أو غير مشهورين ، وتكفى مراجعة قليلة للصحافة اليومية والأسبوعية والشهرية لتصحيح الخطأ في هذا الباب . أما أن أدباء الشيوخ لا يبذلون جهداً في تسديد خطى الكتاب الناشئين فما هذا الجهد المطلوب ؟ وعلى من التبعة إن صح أنه دون الكفاية ؟ أي جهد يسدد الخطى إن لم يسددها التدريس للطلاب أو الكتابة لمن يقرأ ويستفيد ؟ هو أما التسديد بالمحادثة والمناقشة فما هو الجهد الذي يطلب فيه من أدباء الشيوخ ؟ - ولماذا نفرض هنا على الأديب الشيخ أن يجتهد ليبحث عمن يسدد خطاهم ؟ ولا نفرض على الناشيء أن يجتهد ليبحث عمن يسدد خطاه ، إذا اتسع له الوقت وساعفته شواغل الحياة ؟ إن الكتاب الذي أشار إليه صاحب الخطاب لا يصلح للتمثيل به في هـذا الصدد من أي ناحية من نواحيه . فهو كتاب يشمل الشعر منذ خمسين سنة ولا ينحصر في شعر هـذه الأيام ؛ وهو كتاب ندب الشاعر ( يتس ) لتأليفه ولم يفرغ لتأليفه ولا كان في وسعه أن يفرغ له لولم يندب لهذه المهمة وهو معنى من تكاليفها ونفقاتها التي يعجز عنها . والكتاب بعد هذا وذاك يشتمل على أسماء أناس لا يعدون من الناشئين سواء من ذكرهم صاحب الخطاب أو لم يذكرهم في خطابه . فرو برت بردج مات قبل تأليفه وعمره ست وثمانون سنة ، وروبرت بروك -- إن كان هو المقصود دون ع م - 4