صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/58

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

101 ر و برت بردج - مات في الثامنة والعشرين وليس له في الكتاب غير قطعة واحدة . و ولتر دى لماركان يدلف إلى السبعين عند ظهور الكتاب ، وقد بلغها هلير بلوك في ذلك الحين . وليونل جونسون قد توفى قبل ظهور الكتاب بنحو أربعين . في الخامسة والثلاثين ، وأرنست دوسون توفى في نهاية القرن الماضي وهو في الثالثة والثلاثين . وهو فليس بين هؤلاء شاعر واحد بعد بين الناشئين ، ولم يكن يتس مسدداً لخطاهم لأنهم بين صامد على قدميه مستقل عن الأستائذة والمرشدين ، ومفارق للحياة في ريعان الفتوة أو بعد مقاربة الشيخوخة . وليست المسألة هنا مسألة ثقة بنفس أو حب لفن كما اعتقد صاحب الخطاب ، بل هي مسألة تاريخ محدود قد طلبت ملاحظته في الاختيار ، وأعفى يتس فيه من أعباء المجازفة والانتظار . وفيما عدا هذه الحالة لا نذكر حالة أخرى فرغ فيها شاعر أوروبي كبير للتأليف ه في الغرض الذي يقترحه صاحب الخطاب على أدباء الشيوخ المصريين . وللأدباء الشيوخ العذركل العذر بين المصريين أو بين الأوربين إذا اختار وا للتأليف أغراضاً غير هذا الغرض الذي تنعكس به أوضاع الأمور . فإن الرجل الذي بلغ الخمسين وجاوزها يحق له أن يقصر مطالعته على المفيد المحقق الفائدة ليثابر على واجبه وعلى الانتفاع بمقروءالله . فليس في وسعه أن يقرأ ست ساعات أو سبع ساعات كل يوم كما كان يفعل في بواكير الشباب . وليس في وسعه إذا اقتصر على ساعتين أو ثلاث أن ينفقها في البحث عمن يجربون الكتابة أو يشرعون في تجربتها ليقرأ مائة مقال أو مائة كتاب عسى أن يظفر بينها بشيء يستحق التنويه ، وانه ليستغنى عن التنويه لا محالة إذا كان له من القيمة والجودة ما يكفل له البقاء . إنما يتيسر التشجيع للأديب الشيخ في عمل واحد وهو عمل الصحافة الأدبية حين يتولى الإشراف عليها . فهو يقرأ ما يرد إليه من الشعر والنثر ويعنى بتنقيحه ABC-LIBRARY