صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/60

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

1041 → كلا . ليس لهذا كله لزوم . . . ! و إنما هم لازمون لشيء واحد وهو شهرة من يريد الشهرة العاجلة ... على شريطة أن يشتهر وحده ولا يشتهر واحد من أنداده في السن والقدرة ! ! . وهل لهؤلاء الأدباء الشيوخ حق ؟ هل لهم فضل يجب الاعتراف به على أحد ؟ معاذ الله ... من أين لإنسان غضب الله عليه فنشأ في الدنيا أديبا شرقياً أن يطمع في حق أو في اعتراف ؟ إنما عليه أن يقرأه القارىء الناشىء عشرسنين وعشرين سنة ولا يقول له مرة واحدة أحسنت واستحققت منى الكرامة والثناء ، ولكنه هو عليه أن يقف على باب كل مطبعة ليتلقف منها كل كتاب ألفه كل شاب في العشرين فلا ينام ليلته قبل أن ينفخ كل بوق ليقول كل ما يحلو للمؤلف من ثناء وتنويه. فإن لم يفعل فيا للاحتكار ، ويا للأنانية ؛ ويا للغدر والكفران بالحقوق ! تمس الشرق إن كانت هذه روح الجد في شباب يتولى قيادته الفكرية بعد جيل . ومن رحمة الله بالشرق ألا تسرى هذه الروح في غير القليل من المتواكلين . وتجربتي أنا في هذا الميدان قد يعرفها المتعقب لتاريخ الكتابة الحديثة بغير بحث طويل . مصر فما لجأت قط إلى أديب مشهور لأتكيء إلى شهرته وأستفيد من ثنـائه ، وما استبحت قط في كتاب من كتبي التي أطبعها أن أذيع كلمات التقريظ التي يخصنى بها الكبراء ومنهم زعيم • هذه تجربتي مع من تقدمونى وسبقوني إلى ميدان الكتابة والشهرة . أما الذين لحقوا بي فإذا استثنيت أفراداً جد قليلين من صحبى · وإن شئت فقل تلاميذي - فلا حق لى عندهم ولهم عندى جميع الحقوق . قرأونى عشر سنين فما نبسوا بكلمة تقدير واحدة ، وتعرضوا للكتابة أياماً فاعتقدوا أننى قصرت غاية التقصير لأننى لم أفرغ نهارى وليلى للثناء عليهم والتبشير « سعد زغلول » « -