صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/68

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

هي ثروة حقيقية مكسوبة من موارد حقيقية وليست بالثروة المصطنعة التي تنشـأ من شيوع الورق النقدى بغير مقابل معروف . - ۹۰ – وخلاصة ما تقدم أن الإقبال على قراءة الكتب العربية يرجع إلى تحول بعض القراء من مادة إلى مادة ، وإلى اتساع وقت القراءة ، و إلى تيسر الشراء ، ويدوم ما دامت هذه الأسباب . ،

  • * *

فإذا ضعفت طاقة الشراء ، أوضاق وقت القراءة ، أو توافرت المادة الأولى التي كانت متوافرة قبل سنوات ، فقد يتغير هذا الإقبال ، وقد تثوب الحال إلى ما كانت عليه من قبل ، أو تتمخض عن حال جديد لم نعهده حتى الآن . هذا الحال الجديد الذي لم نعهده حتى الآن قد يأتي من ناحية واحدة معلقة على تيسر الورق وتيسر الطباعة . فإذا تيسر الورق وتيسرت الطباعة بقية أيام الحرب ثبتت في البلاد العربية عادة يصعب تغييرها ، و إن عاد البريد الأوربي إلى نظامه السابق وعادت الصحف اليومية والأسبوعية إلى نطاقها الأول . ، تلك عادة القراءة في الكتب وحسبانها من حاجات الحياة العصرية ومطالب المجتمع المهذب ، فإنها عادة قد تتأصل في مصر كما تأصلت في البلدان الأوربية على كثرة الصحف فيها واتساع صفحاتها وتنوع موضوعاتها . و يزيد هذه العادة تمكيناً أن يتبسر إخراج ورق الطباعة من مصانع وطنية توالى مصر وبلاد الشرق القريب بما هي في حاجة إليه ، فإن رخص الورق يغرى بطبع الكتب الرخيصة التي تقبل عليها جميع الطبقات ، ولاسيما إذا اجتمع لها إغراء الرخص و إغراء الموضوعات .

  • * *