صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/69

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-11- أما الاستفادة من الإقبال على القراءة في زمن الحرب خير فائدة مستطاعة فذلك موقوف على معنى الفائدة التي ترمي إليها فإن كانت فائدة الربح فسبيلها أن تعطى « جمهور القراء » ما يشتهيه من الموضوعات التي يحسبها جديرة بالقراءة ، قمينة بالفائدة . و إن كانت فائدة الثقافة فسبيلها أن تعطى جمهور القراء ما هو في الواقع محتاج إلى علمه ، وإن لم يخطر له ذلك . ومما لاشك فيه أن جمهور القراء يحتاج إلى كثير ، و إن كثيراً مما يقرأه لاحاجة به ولاغناء فيه ، وإن الوقت قد حان لتزويده بما يحتاج إلى عرفانه من أحوال العالم اليوم وأحوال العالم بعد نهاية الحرب ، إلى زمن طويل فبين الموضوعات التي كانت مهملة أكبر إهمال يعاب على أبناء الحضارة في العصر الحاضر ، موضوع المشاكل الاجتماعية والسياسية في قارة أوربا ، وفى البلاد الغربية على الإجمال . فقل جدا في مصر وبلاد الشرق القريب من كان يتابع هذا الموضوع ويعرف ما ينبغى عرفانه من أطوار الفكر وصراع الدخائل الاجتماعية في كل أمة من الأمم وارتباط ذلك جميعه بمقاصد الحكومات ومقاصد الزعماء الذين يقبضون على أعنة تلك الحكومات أو على أعنة الهيئات السياسية . فكم من المصريين المثقفين – ولا نقول الجهلاء – كان يعرف ما ينبغى أن يعرف عن مسألة «التقس « التقسيم الجديد» في الولايات المتحدة ؟ وكم منهم م كان يعلم حقيقة العناصر التي أيدت هتلر في ميدان السياسة الألمانية "؟ أوحقيقة العناصر التي أيدت فرانكو في ميدان السياسة الإسبانية ؟ أو حقيقة الخلاف بين ستالين وتروتسكي وما يتصل به من خطط روسيا وعلاقاتها بالشرقين الأقصى والأدنى ؟ كم منهم كان يعلم ماوراء البضائع اليابانية المنشورة في أسواقنا من حبائل الاستعمار ومطامع الاستغلال ؟ -