صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/70

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٦٢ - كم منهم كان يعرف زعماء الأمم على مافطروا عليه فيعرف ما يصنعونه ومايريدونه وما ليس خليقاً أن يصنعوه أو يريدوه ؟ إن الذين عرفوا ذلك لجد قليلين . و إن الذي أصابنا من جهل ذلك لجد عظيم لأننا أخذنا بالحرب ولما نتبين من تياراتها كيف تتجه سفينة النجاة ، وكيف تهب رياح الأخطار . فإذا أحببنا ألانفاجئنا السلم مثل هذه المفاجأة ، فعلى الذين بأيديهم أمر القراءة والطباعة أن يملا وا الأذهان بالمعارف والمعلومات التي تغنى في استطلاع الأحوال والمقاصد بعد الحرب الحاضرة ، إلى زمن طويل ما الذي تريده هذه الأمة أو تلك ؟ أو ذاك ؟ ما الذي يريده هذا الزعيم ا وما الذي يخلص فيه ؟ وما الذي يماذق فيه ؟ وما الذي تواتيه عليه الأسباب الحاضرة ؟ وما الذي يخشى أن يعرقله من الأسباب المنظورة ؟ بعض ذلك غيب لا سبيل إلى استطلاعه . وبعض ذلك عيان مشهود أوفى حكم العيان المشهود من أخبار الأمم ودراسات المفكرين ، وسوابق التاريخ ، وضرورات الاجتماع و « الاقتصاد » . استانی ملا ولا يزال في الوقت متسع لاستدراك ما فات ، ولا يزال الباب مفتوحاً لمن يلج فيه ، ولا تزال الحاجة كل يوم في إلحاح ومزيد من الإلحاح . ومهما يكن من قصر الوقت الباقي من زمن الحرب ، فانقضاء هـذا الوقت في معرفة الحقائق والتأهب للطوارق خير من قضائه في الإهمال والتسويف ، وليكن إقبال الناس على القراءة حافراً لمن يعنيهم أن يقرأوا ما يصلح للفهم في كل زمن وما يصلح للفهم في الزمن الأخير من الحرب على التخصيص . وليس الكتاب وحدهم أصحاب الشأن في الكتابة لأنهم لا يملكون زمام الأمر إلا القليل . فلو كنا على ما نود