صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/73

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

<-10- إلا أننا كنا نفسح الفرصة لهـذه التجربة عسى أن تكون النفرة منهـا عارضة لقلة الألفة وطول العهد بسماع القافية . وقد أعربت عن هـذا الرأي في مقدمتي للجزء الثاني من ديوان زميلنا المازني ، فقلت : « ... رأى القراء بالأمس في ديوان شکری مثالا من القوافى المرسلة والمزدوجة والمتقابلة ، وهم يقرأون اليوم في ديوان المازني مثالا من القافيتين المزدوجة والمتقابلة ، ولا نقول إن هذا هو غاية المنظور من وراء تعديل الأوزان والقوافي وتنقيحها ، ولكنا نعده بمثابة تهييء المكان لاستقبال المذهب الجديد ، إذ ليس بين الشعر العربي و بين التفرع والنماء إلا هـذا الحائل ، فإذا اتسعت القوافى لشتى المعاني والمقاصد ، وانفرج مجال القول بزغت المواهب الشعرية على اختلافها ، ورأينا بيننا شعراء الرواية وشعراء الوصف وشعراء التمثيل ، ثم لا تطول نفرة الآذان من هـذه القوافي لا سيما في الشعر الذي يناحي الروح والخيال أكثر مما يخاطب الحس والآذان ، فتألفها بعد حين وتجتزىء ا بموسيقية الوزن عن موسيقية القافية الواحدة . ه وما كانت العرب تنكر القافية المرسلة كما ننوهم ، فقد كان شعراؤهم يتساهلون في التزام القافية كما في قول الشاعر : ألا هل ترى إن لم تكن أم مالك بملك يدى إن الكفاء قليـل رأى من رفيقيه جفـاء وغلظة إذا قام يبتــــــاع القلوص ذميم فقــــــال أقلا واتركا الرحل إننى بمهلكة والعـــــــــاقبات تدور لمن جمل رخو الملاط نجيب ) فبيناه يشرى رحله قال قائل إلى آخر الشواهد التي أتيت بها في تلك المقدمة . وكنت أحسب يوم كتبت هذه المقدمة أن المهلة لا تطول إلا ريثما تنتشر القصائد المرسلة في الصحف والدواوين حتى تسوغ في الآذان كما تسوغ القصائد المقفاة ، و إنها مهلة سنوات عشر أو عشرين سنة على الأكثر ثم نستغنى عن القافيـة حيث نريد ع م - ه ((