صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/79

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

هذه النزعة « المنطقية » في أوزان الجموع وهي التي لا تجرى على وزن واحد كصيغة اسم الفاعل ؛ فليس في اللغـة « هليك » بمعنى هالك ولا جريب بمعنى أجرب أو جربان أو جرب ، ولكنهم يقولون هلكى وجربي قياساً على قتلى وجرحى ولدغي، لأنها جميعاً تدل على داء أو بلاء ، وهذا هو منطق النحو العربي الذي ينطلق أحياناً مع المعاني ولا يتحجر أبدأ مع الحروف . والإخفاق . - ۷۱ - أما « فشل ، بمعنى أخفق فلها حكم آخر . فهذه الكلمة من الاستعمال الحديث الذي شاع حتى غطى على معنى الكلمة القديم ، مع تقارب المعنيين حتى ليجوز أن يحمل أحدها قصـد الآخر ، لأن التراخي والضعف والخواء قريبة كلها من الحبوط وتجدد المعاني على -

حسب العصور سنة لاتحيد عنها لغة من اللغات ، وفي مقدمتها اللغة العربية . فلو أننا أخذنا ألف كلمة من المعجم وتعقبنا معانيها في العصور المختلفة لما وجدنا خمسين أو ستين منها ثابتة على معنى واحد في جميع العصور . ور بما غلب المعنى الجديد و بطل المعنى القديم وهو أصيل في عدة كلمات . خذ مثلا كلمتى الجديد والقديم ، وكيف ظهرتا ، ثم كيف تحولتا إلى الغرض . الذي نعنيه الآن . فالثوب « الجديد » هو الثوب الذي قطع حديثاً من جده فهو جديد أو مجدود ، . وكانوا يقطعون المنسوجات عند شرائها ، كما نقطعهـا اليوم ، فيسمونها جديدة من أجل ذلك . ، ثم نسيت كلمة الجديد بمعنى المقطوع فلا ينصرف إليها الذهن الآن إلا يتفسير أو تعيين ، وأصبحنا نعبر بالجدة عن أمور لا تقطع ولا هي من المحسوسات ، فنقول : « المعنى الجديد » والفكر الجديد ، وما شابه هذه الأوصاف .