صفحة:-عبد المتعال الصعيدي- تاريخ الإصلاح في الأزهر-1943.pdf/38

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وصل ، وإنما المكافأة على تمام العمل ، 1

نقد رأى رفاعة بك في إصلاح الأزهر

وقد زاد رفاعة بك فى هذا على أستاذه الشيخ حسن العطار أنه حاول إقناع الأزهريين بفائدة الإصلاح، وحاول حمل الخديوى اسماعيل باشا وحكومته على الالتفات اليه، ولكنه حصر الإصلاح في إدخال العلوم العصرية فى الأزهر ، ولم يعب على الأزهريبين اقتصارهم على كتب المتأخرين وإهمالهم كتب المتقدمين ، وقد جعل أستاذه الشيخ حسن العطار الإصلاح شاملا للأمرين، فكان فى هذا أحسن حالا من رفاعة بك ، ولا سيما أن رفاعة بك أثنى على علم الأزهريين بالعلوم الدينية والعربية ، وذكر أنه لا يسبقهم فيها سابق ، ولا يلحقهم فيها لاحق ، والشيخ حسن العطار في هذا أقرب منه إلى الصدق

وكأني برفاعة بك كان يخشى أن يغضب الأزهريين ، فدعاهم إلى تلك العلوم بذلك الرفق ، وتملقهم بالثناء على علمهم بالعلوم الدينية والعربية ، ولعله كان يرى أنه قد قطع صلته بهم ، وأنه يشتغل بالإصلاح في ميدان أوسع من ميدانهم ، فليس عليه إلا أن ينبههم بذلك الرفق ، فإن استمعوا له كان له فضل تنبيهم ، وإن لم يستمعوا له مر نصحه من غير أن يغضبهم.

جمال الدين الأفغاني وإصلاح الأزهر

وأما جمال الدين الأفغانى فقد ولد سنة ١٢٥٤ هـ بقرية أسعد آباد من من أعمال كابل عاصمة الأفغان ، ثم انتقلت أسرته إلى كابل وهو في الثامنة عمره ، فتلقى العلم فى بعض معاهدها ، ودرس النحو والصرف وعلوم البلاغة وعلم التاريخ والإنشاء العربي وعلوم الشريعة والفلسفة من رياضة ومنطق وطب وتشريح ، وكذلك الفنون الحربية التى يشتغل بها الأفغانيون كافة ،

  1. مناهج الألباب المصرية فى مباهج الآداب العصرية من ٢٤٧ ، ٢٤٨ ، ٢٤٩ ، المطبعة الأميرية .