صفحة:-عبد المتعال الصعيدي- تاريخ الإصلاح في الأزهر-1943.pdf/52

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٤٦ –

أخذ الحكومة في إصلاح الأزهر

وكان الشيخ الأنبابي لا يزال شيخاً للأزهر ، ولكنه كان قد كبر و مرض حتى عجز عن العمل ، وقد كثرت شكوى أهل الأزهر من إدارته لضعفه ، فلما أرادت الحكومة أن تأخذ فى إصلاح الأزهر عينت الشيخ حسونة النواوى وكيلا لشيخ الأزهر، وكان هذا في سنة ۱۳۱۲ هـ ، وأذنت له في إدارة شؤون الأزهر نيابة عن الشيخ الأنبابي ، على أن يعمل على تنفيذ ما تريده الحكومة فى إصلاح الأزهر ، ويمكن للشيخ محمد عبده من تنفيذ ما يريده فيه ، وكان الشيخ حسونة النواوى من علماء الأزهر الذين اشتغلوا بالتدريس في المدارس الأميرية ، وكان قبل تعيينه في ذلك مدرساً بمدرسة الحقوق ، فامتاز بهذا على غيره من شيوخ الأزهر الذين اعتزلوا الحياة خارج الأزهر، ولم يعرفوا ماجد فيها من أحوال جديدة ، وقد جعله هذا خير من يصلح للقيام بما تريده الحكومة في إصلاح الأزهر.

ولم تكتف الحكومة بتعيين الشيخ حسونة النواوى وكيلا لشيخ الأزهر ، بل سعت فى حمل الشيخ الأنبابى على الاستقالة من منصبه لتعيين الشيخ حسونة فيه بدله ، ليكون أقدر على القيام بما تريده في إصلاح الأزهر ، فتردد الشيخ الأنبابى فى ذلك طويلا ، لأنه كان يريد أن يبقى الأزهر على حاله ، ويعارض فى إدخال شيء من التجديد فيه ، ولكن الحكومة ألحت عليه حتى قدم استقالته إلى الخديو وهو فى مصيفه بالإسكندرية .

وهنا شعر أنصار الجمود فى الأزهر بما في إصلاحه من خطر عليهم ، فأرسلوا عريضة إلى الخديو يطلبون منه فيها ألا يقبل استقالة الشيخ الأنبابي ، فكاد الخديو يتأثر بها ويرجع عن عزمه في إصلاح الأزهر ولكن بعض أنصار ذلك الإصلاح أشار عليه أن يراجع أسماء الكاتبين لهذه العريضة، وأسماء الذين كانوا يقدمون الشكاوى في الشيخ الأنبابي بأنه