صفحة:-عبد المتعال الصعيدي- تاريخ الإصلاح في الأزهر-1943.pdf/63

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٥٧ –

الشيخ عبد الكريم سلمان فى كتابه - أعمال مجلس إدارة الأزهر من ابتداء تأسيسه سنة ١٣١٢ هـ إلى سنة ۱۳۲۲ هـ - أن شيخاً من كبار المالكية كان يقرأ درسا أيام الإجازات في علم المنطق في كتاب الخبيصي 1 وكان يحضر درسه كل الباقين من الطلبة بالأزهر فى تلك الإجازات ، فحصل في درس له أن اعترضت الحاشية على ذلك الشرح . ، فأخذ يدفع الاعتراض بالتمحلات والاحتمالات النحوية ، حتى استقر رأيه على تصحيح كلام الشرح فقال له بعض الطلبة : يا مولانا ، إنه يترتب على هذا التصحيح تغيير حكم القاعدة المنطقية . فأجابه الشيخ بقوله : ليس في هذا من ضرر ، لأنه إذا صح الإعراب واندفع الاعتراض، فما علينا من القاعدة الأصلية، وما يطرأ عليها من البقاء أو الانقلاب 2 ولا شك أنه ليس بعد هذا الفساد في طريقة التدريس فساد.

وقد زاد الطين بلة أن أهل الأزهر كانوا يأخذون بهذه الطريقة في كل ما يدرسونه من الكتب، فلا يفرقون بين الكتب التي تدرس للمبتدئين والكتب التي تدرس لمن بعدهم، بل يأخذون المبتدئين في طلب العلم بما يأخذون به المنتهين فيه ، فيمكثون مدة طويلة لا يفهمون شيئاً ما يدرسه الشيوخ لهم ، وقد يكون هذا سبباً فى انصراف كثير منهم عن طلب العلم ، كما حصل للشيخ محمد عبده فى ابتداء طلبه ، فقد مكث نحو ثمانية عشر شهراً لا يفهم شيئاً ما يدرسه الشيوخ له ، فانصرف عن طلب العلم إلى بلده ، ولولا أن الله هيأ له قريباً فى بلده يأخذه بما يناسب حاله لما رجع إلى طلب العلم بالأزهر، ولحرم المسلمون من جهاده فى إصلاح أمورهم .

وقد انتقلت هذه الفوضى فى التدريس الى كل شيء في الأزهر ، فلم يكن هناك أوقات معينة للدروس ، ولم تكن هناك مسئولية على المدرس

  1. هو شرح لمن التهذيب في علم المنطق
  2. أعمال مجلس إدارة الأزهر ابتداء من تأسيسه سنة ١٣١٣ هـ إلى سنة ١٣٢٣هـ. م ٣٥ - مطبعة المنار .