صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/64

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦٢
الحرية

وكمنا كندماني جذيمة حقبة
من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
وعشنا بخير في الحياة وقبلنا
أصاب المنايا وهط كسرى وتبعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا
لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

وصلى متمم بن نويرة مع أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) الفجر في المسجد عقيب قتل أخيه فلما فرغ قام متمم بحذائه واتكأ على سية قوسه ثم قال :

نعم القتيل إذا الرياح تناوحت
خلف البيوت قتلت يا ابن الأزور
ولنعم حشو الدرع كنت وحاسراً
ولنعم مأوى الطارق المتنور
أدعـوته بالله ثم غررته
لو هو دعاك بذمة لم يغدر

وأومأ الى ابي بكر فقال : والله ما دعوته ولا غررته ثم أتم شعره فقال :

لا يمسك الفحشاء تحت ثيابه
حلو شمائله عفيف المئزر

ثم بكى وانحط على سية قوسه وكان اعور دميماً حتى دمعت عينه العوراء فقام اليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : وددت لو اني رثيت اخي زيداً بمثل ما رثيت به مالكا اخاك .. ويروى عن عمر انه قال : لو كنت أقول الشعر كما تقول لرثيت اخي كما رثيت اخاك .

هذا والشواهد يطول ايرادها في هذا المقام .. وما تقول بلبيد الصحابي رضي الله عنه ? حيث أوصى ابنتيه لما حضرته الوفاة ان ترثياه وترثياه فقال :

تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما
وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر
فقوما فقولا بالذي قد علمتما
ولا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر
وقولا هو المرء الذي لا صديقه
أضاع ولا خان الصديق ولا غدر
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر

قلنا فيها تقدم إن الجاهلية لم يكونوا يعتقدون اجتماعاً للأموات كهذا . ولئن سلمنا جدلا انهم كانوا يجتهمون فهل قلم ان كل عمل كانوا يأتونه ابطلته