صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/80

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۷۸
الحرية


وهنالك طائفة من الكامات سقط اعجامها ولم تبين في جدول الخطأ والصواب وقـد خطر لي حينما مر بصري في صفحة 173 على « ترامواي كهربائي تحت الارض » ان نطلق عليه اسم غوارة نظير غواصة ، فان هذه تغوص في الماء وذاك يغور في الارض فما رأي الاستاذ الرئيس في هذه التسمية وكثيراً ما يذكر « حدثني الثقة ، فلا يدري القاريء من هو ذلك المحدث فيقع من الاستطلاع في بلابل وشغل شاغل .

وفي هذا الجزء الثاني من غرائب الغرب كثير من النقل والانشاء و بالمقابلة بينها يظهر الفرق في بلاغة التعبير و براءة التحبير ، ومن العدل ان نشبه المنقولات بالدراري ، والمنشآت نفوذاً في الارواح بالجواري ومن امثـال تلك المنشآت قوله في تحية الاندلس :

« عشقتها ولم نسمــدني الايام بامتاع النظر في جالهـا ، واستطلعت طلع اخبارها فردى الرواة عنها عجائب اقلها مما يستهوى النفوس المتمردة ، و يأخذ بمجامع القلوب الجافة العاصية » .

عشقتها منذ عهد الصبا ، وعشق الصبا شديد ، لما قرأته الباصرة من وصف سجاياها وحملته الى البصيرة فكرت فيه ،وتد برت خوافيه وحواشيه وزاد ني غراماً بها ما سمت من ان اناساً قبلي اصيبوا بما اصبت به وعدوا النزول في جاها ولو ساعة سعادة العمر وحسنة الدهر : العشق فنون وعشقى كان لارض الاندلس عليها من كل عربي الف الف سلام على مر العصور والايام »


اقام الغربيون ضروباً من المصانع من بيع واديار ومتاحف ومكاتب ومدارس وجـور وسـدود وطرق ومعابر وتماثيل ونشب وبرك ، لكنهم لم يصنعوا على كثرة تفننهم في هذا الشأن منذ عهد اليونان والرومان طرزاً