صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/94

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٩٢
الحرية


ه بلوغ الارب ، فمع انه لم يتعد في وضعه طريقة المؤلفين القدماء في تأليف التاريخ بصورة ناقصة لا تمثل تلك المصور والاجيال تمثيلا صحيحاً مما يتأنى بالتحليل المطلوب من المؤرخ العلمي المصري . فقد أورد فيه الامام حقائق موجعة عن العرب وآدابهم . واثبت في ثناياه بعض اشعارهم واقوالهم بهجرها و بجرها فجاءت « بهيأة منكرة » ولكنها صحيحة تمثل لنا نفسية جماعة من ابناء تلك الاجيال .

من هنا نجد صفة نادرة للآلوسي المؤرخ . هي الصراحة . صفة قيمة يتنافس في احرازها المؤرخون الاثبات في هذا العصر العلمي . والصراحة أيها السادة ، صفة بارزة في اخلاق فقيد البلاد يعرفهـا فيه جلساؤه واصحابه و يذيعونها عنه . وهي من اركان الرجولية الثقة وان نكبت باعز الاصدقاء وزادت في قائمة الاعداء .

وهناك ميزة اخرى وجدتها في آثار الامام الآلوسي هي تعمده الاسلوب السهل مع علو كعبه في اللغة والادب ما يدلنا بوضوح على ان ذلكم العالم كان يقصد الافادة والتبيان وان اغضب سلطان البيان .

وكلما فكرت في خدمة الألولوسي العلمية رأيته من اركان النهضة القومية خدمها بلسانه وقلمه خدمة لا تقل عن خدمة حملة السيوف لها ، باشتغاله ما يزيد على نصف قرن في تعزيز ونشر لغة العرب وادب العرب وتاريخ العرب وفي هذه الخدمة عبرة للنشء الحديث يجب ان يعتبر بها . فيحتسب منه غير واحد حياتهم لخدمة هذه اللغة التي هي جزء مهم من حياتنا القومية .

هذه لمحة من عظمة الامام الكتابية انتقل منها الى عظمته الشخصية.لما زرت ناديه لاول مرة ، وقفت بكل اجلال امام شيخ له من العلم مـا يحسده عليه العلماء ومن الشهرة مـا لنور الشمس من الذيوع ، ومن النسب