صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/95

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

محمود شكري الآلوسي بيت الألوسي الرفيع العماد . الا اني وجسدته فوق كل ذلك آية البساطة في ملبسه ومجلسه وحديثه كما هو آية الاتضاع ونزاهة النفس . وقد زهد في الحياة ونسبها بينما هي لا تريد ان تنساه لانه من ابنائها الممتازين فلم يفكر حتى بالزواج منصرفاً بكليته الى الحياه العقلية . ولم يهتم من حطام الدنيا بشيء . و هذه الزهادة وان انكرها محبو السعادة المادية في الحياة فهي من السعادة العقلية التي لا يلتذ بنعمائها الا كل ذي نفس كبيرة واخلاق علية . . ۹۳ عن وقد يؤل بعضهم اعراض الاستاذ . هذه الدنيا بتشاؤم في نفسه وامتهان الصغائر الحياة وصغار الاحياء ـ وما أكثرهم في كل جيل ومصر ـ غير اني لا اذهب هذا المذهب اذ ان تلك ظاهرة من ظواهر الضعف لان نواقص الحياة لا يكملها الا القريبون من الكمال . واغلاط الاحياء لا يصححها الا المستقيمون فيهم . اما الانزواء عن العالم في مكان خفي فلا يمثل فلسفة عملية تنتج نتائج مفيدة للمجتمع . لذلك انا انفي هذه الصفة عن الرجل الذي نحتفل بذكراه المجيدة . واعد زهد الامام واعراضه عن عالمنا نتيجة اقتناع منه اكيد بتفاهة هذه الحياة وانكار للعبث الذي يسميه الاحياء حياة . عظمته الشخصية في نظري . فعسى ان يننعنا بالعظمتين في هذه مماته كما تفعنا بهما في حياته . ي الحب بذر الحياة غرسته الطبيعة في حقل الوجود . 8 الحب أعمى وان كان بصيراً . ي الحب سعادة الوجود الممزوجة بمادة الخلود . ( محمد الشماع )