صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol. 3-4, 15-9-1924.pdf/22

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

رأي شرقي في الثورة الافرنسية ولا يزال يشمل الاخرى فهو عظيم ودائم في وقت واحد . ١٢٥ ان تأثير الثورة الافرنسية في العالم قائم على ركنين : الأول المساواة في الحقوق . والثاني الحكم الشعبي وكلا الركنين يتضمنان وجوب انشاء حكومة ديموقراطية صحيحة من الشعب للشعب ، حكومة جمهورية يشترك الجمهور في وضع قوانينها وتطبيقها ، في مشارفة سياستها وادارتها ، ، في طرح ضرائبها وجبايتها ، والتكاتف في جلب الخير اليها ودفع الضير عنها ، وقد بلغ الثائرون ذروة غاياتهم هذه بجميع الوسائط والوسائل، سواء أكانت شريفة ام غير شريفة ، ولم يبالوا بالعبء الثقيل الملقى على عواتقهم ، ولم يلتفتوا الى الوراء ، ولم يصغوا او يكترثوا لنقد الناقدين وعذل العاذلين ، مادامت الغاية الرئيسية ، والمطمح الاسمى عندهم سعادة الشعب وانعتاقه . لم تقف الدعوة الى الحكومة الشعبية بأي شكل كان عند حدود فرنسة الجغرافية ، بل دعا اليها انصارها واحرارها في جميع الاقطار والامصار بالحرب تارة وبالسلم تارة اخرى ، ووقفت دعوتهم تقرع آذان الشرق والشرقيين رغم بعد الشقة ونأي الديار ، فان نابليون وان ظهر في العالم بمظهر الامبراطور الفاتح الا انه ولاشك ثمرة ناضجة من نمرات تلك الثورة الهائلة ، ونتيجة طيبة من نتائجها المدهشة ، والفرق كبير بين استيلاء نابليون على الممالك الأوربية واستيلاء من سبقه من الملوك والقياصرة فان نابليون كان يحمل اثناء الفتح مبادىء الحرية والمساواة و يلقن الشعوب تعاليم جديدة ويلقحها بلقاح الحرية والاستقلال اما الفاتحون الأقدمون فقد كان استيلاؤهم وفتحهم مقرونا بالضغط والاكراه ، وكم الافواه وامانة العواطف وتخدير الاعصاب ، ودليلنا على ذلك ان فرنسة لم تحكم في النهاية ولا مملكة واحدة من الممالك المفتوحة فان الروح الفرنسوية يومئذ حررت البلجيكين والالمانيين والايطالبين حتى . ن ا السلطة الافرنسية