١٥٠ الحرية ولكن أشوكار - وهل يخلو قول من لو ولكن - لقد تخيلناك العذراء بنت عمران ، اجتمع لك في نفسك الطهر والعفاف حين يكونان في ذات الثمانية عشرة ربيعاً ، والجمال الذي عبده اليونانيون في زهرتهم . ولكننا وجدناك بعد هذا كله راقصة في ملهى يؤمه جماعات اللاهين. واكثر ما يكون و اکثر ماهو مباءة رجس والنحاش ! ففجأتنا الدهشة . ثم تولانا الالم والاسف ورجنا ، ولكن فيلسوفا منا قال موجزاً : هذا شان الحياة فلا تعجبوا: وردة على مزبلة ! فما تقولين ياشوكار في هذا ، ان كنت متكلمة ... لقد ابينا الا نكذب ابصارنا ترينا شوكار ترقص وتتأود وتنتقتل في حرکات ترضى الرجال بها وتتملك افئدتهم . ولقد غلبنا ما رأيناه في سذاجة ابتساماتك وبساطة ظاهرك الذي ابيت الا ان تتركيه على الفطرة ؛ كانما انت واثقة بانه ممتاز ،بحسنه غني بروعته وفتفته ، فآثرنا نمت ان نرى فيك البكر بخاتم وبهاء على ان نرى فيك المرأة قدغشيها الرجال فهتكوا ذلك البدن البلوري والهيكل السماوي . وانا لمسحورون وانا المعذورون ! ومن لا يجد لنا عذراً فليذق ، ان كان بشراً ، بعض الذي ذقناه بعيوننا . § والآن ياشوكار هل لك من عذر في ما تأتين من الاد 7 وهل هذا جناه عليك اب ظلام للبنين ، او زوج من العاتين ، او بدل ما انت له ولاهو لك ، او عاشق غواك ثم خدعك وما اسرع ما تنخدع العذارى ? او هي جناية نفسك عليك والنفس للانسان خصم شديد .... قد يكون هذا جميعه او بعضه لا ندري ؛ ولكن الذي ندريه عن يقين هو انك حواء القرن العشرين ، قرن المدنية الاوربية والكهربائية اللاسلكية ومن بعش بر اعجب مما رأينا ... القاهرة : احمد ابو الخضر منسي اعظم
صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol. 3-4, 15-9-1924.pdf/47
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.