صفحة:Al-Waṣīyah al-Jāmiʻah li-Ibn Taymīyah (Anṣār al-Sunnah, 1947).pdf/8

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
— ٤ —

فقال النبي «اتق الله حيثما كنت» وهذه كلمة جامعة، وفي قوله «حينما كنت » تحقیق لحاجته إلى التقوى في السر والعلانية، ثم قال «وأتبع السيئة الحسنة تمحها» فإن الطبيب متى تناول المريض شيئا مضراً أمره بما يصلحه. والذنب للعبد كأنه أمر حتم. فالكيس هو الذي لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو السيئات. وإنما قدم في لفظ الحديث «السيئة» وإن كانت مفعولة، لأن المقصود هنا محوها لا فعل الحسنة فصار كقوله في بول الأعرابي «صبوا عليه ذنوبا من ماء»

وينبغي أن تكون الحسنات من جنس السيئات، فإنه أبلغ في المحو. والذنوب يزول موجبها بأشياء: أحدها التوبة، والثاني الاستغفار من غير توبة، فإن الله تعالى قد يغفر له إجابة لدعائه وإن لم يتب، فإذا اجتمعت التوبة والاستغفار فهو الكمال.

الثالث: الأعمال الصالحة المكفرة. إما الكفارات المقدرة كما يكفر المجامع في رمضان والمظاهر والمرتكب