صفحة:Badar Mawlid.pdf/11

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وَلاَ تِجَارَةٌ إِلاَّ أَخَذْنَاهَا. فَبَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي لَيْلَةٍ مِنَ الَّليَالِي. إِذْ جَاءَتْ جَوَاسِيسُنَا وَأَخْـبَرُونَا أَنَّ فُلاَنَا نِ التَّاجِرَ خَرَجَ بِتِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ. وَمَا مَعَهُ إِلاَّ خَمْسَةَ عَشَـرَ رَجُلاً. فَلَمَّا سَمِعْنَا ذَلِكَ حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ فَقَتَلْنَا مِنْ أَصْحَابِهِ عَشَـرَةَ رِجَالٍ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا التَّاجِرُ فَقَالَ: يَا هَؤُلاَءِ مَا حَاجَتُكُمْ وَمَا تُرِيدُونَ؟. فَقُلْنَا نُرِيدُ أَنْ نَأْخُذَ هَذِهِ التِّجَارَةَ فَانْجُ بِمَنْ بَقِيَ مَعَكَ مِنْ أَصْحَابِكَ. قَالَ: وَكَيْفَ تَقْدِرُونَ عَلَيَّ وَمَعِي أَهْلُ بَدْرٍ؟. فَقُلْنَا: نَحْنُ لاَ نَعْرِفُ أَهْلَ بَدْرٍ فَقَالَ: اَللَّهُ أَكْبَرُ. ثُمّ أَخَذَ يَتْلُو فِي أَسْمَاءٍ لاَ نَعْرِفُهَا فَأَخَذَنَا الرُّعْبُ عِنْدَ تِلاَوَتِهَا وَانْهَزَمْنَا. وَخَرَجَتْ عَلَيْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ وَسَـمِعْنَا دَكْدَكَةً وَقَعْقَعَةَ السِّلاَحِ وَاشْتِبَاكَ الرِّمَاحِ. وَقَائِلاً يَقُولُ اسْتَقْبِلُوا أَهْلَ بَدْرٍ بِصَبْرٍ جَمِيلٍ فَنَظَرْتُ رِجَالاً أَيَّ رِجَالٍ كَالْعِقْبَانِ عَلَى خُيُولٍ تَسْبِقُ الرِّيحَ. فَاحْتَاطُوا بِنَا فَلَمَّا عَايَنْتُ ذَلِكَ بَادَرْتُ إِلَى صَاحِبِ التِّجَارَةِ. فَقُلْتُ أَنَا بِاللَّهِ وَبِكَ. فَقَالَ تُبْ إِلَى اللَّهِ عَنْ هَذِهِ الْفِعَالِ. فَتُبْتُ عَلَى يَدَيْهِ وَقَدْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِي بِعِدَّةِ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ. ثُمَّ إِنِّي لَمَّا أَرَدتُّ الْإِنْصِـرَافَ