لِهَذَا اَلْمِسْكِينِ عَقْلُ مَا نَامَ، وَنَحْنُ فِي هَذِهِ اَلْحَالَةِ، ثُمَّ وَكَزَتُهُ بِرِجْلِي، فَأَفَاقٌ، وَهُوَ يَقُولُ: بِسْمِ اَللَّهِ اَلَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اِسْمِهِ شَيْءً فِي اَلْأَرْضِ، وَلَا فِي اَلسَّمَاءِ، وَهُوَ اَلسَّمِيعْ اَلْعَلِيمِ، فَقُلْتُ لَهُ يَا عَبْدُ اَللَّهْ مَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَسَكَتَ وَلَمْ يُجِبْنِي، فَكَلَّمْتُهُ مَرَّةٌ ثَانِيَةٌ فَقَالَ هَاكْ هَذَا اَلْقِرْطَاسِ، فَاجْعَلْهُ فِي مُقَدَّمِ اَلسَّفِينَةِ، وَاشِرَ بِهُ إِلَى اَلرِّيَاحِ مِنْ حَيْثُ تَأْتِي، فَأَخَذَتْهُ، وَجَعَلَتْهُ كَمَا قَالَ فَكَشَفَ اَللَّهُ عَنْ بَصَرِيٍّ، وَإِذَا بِرِجَال أَخَذُوا بِأَطْرَافِ اَلسَّفِينَةِ وَجَرُّوهَا إِلَى اَلْبَرِّ وَرَكَزُوهَا فِي اَلرَّمْلِ وَقَدْ تَكْسِرُ فِي هَذِهِ اَللَّيْلَةَ سُفُن كَثِيرَةً غَيْرَ هَذِهِ فَلَمَّا كَانَ مِنْ اَلْغَدِ جَاءَتْنَا رِيحُ طِيبَةَ فَأَخْرَجَنَا اَلسَّفِينَةُ مِنْ اَلرَّمْلِ وَسِرْنَا، وَاَلَّذِي كَانَ مَكْتُوبًا فِي اَلْقِرْطَاسِ أَسْمَاءَ أَهْلِ بَدْرٍ فَصِرْنَا نَتْلُوَا فِي أَسْمَائِهِمْ؛ حَتَّى وَصَلْنَا مَقْصِدُنَا سَالِمِينَ فَهَذِهِ اَلْكَرَامَاتُ اَلْغَرِيبَةُ وَالْمَنَاقِبُ اَلْعَجِيبَةُ اِقْتَبَسُوهَا وَاُسْتُمِدُّوهَا مِنْ نُورِ مِنْ هُوَ أَعْظَمُ اَلْأَنْبِيَاءِ قَدْرًا وَأَكْبَرَهُمْ هِمَّةً
صفحة:Badar Mawlid.pdf/16
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.