-١٠٨-
التقويم الغزى
هناك تقويم خاص بغزة يدعى ( التقويم الغزي ) . وهذا التقويم ذو صلة وثقى بغزة ووقائعها كما هي الحال في التقاويم الاخرى . فكما أن المسلمين وضعوا ( التقويم الهجري ) الذي يبتدىء يوم حدثت أهم حادثة من حوادث التاريخ الاسلامي ، ألا وهي مجرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة ، ليتخلص من قريش ، ويبث الدعوة المحمدية ؛ وكما أن المسيحيين اعتبروا ميلاد السيد المسيح مبدءاً لتقويم أسموه ( التقويم الميلادي ) ؛ فإن الامم التي فتحت غزة ، وقضت فيها أجيالا اتخذت من وقائعها التاريخية مبدءاً لتقويم جديد أسمته ( التقويم الغزي ) . وإنك لواجد في بعض الكتب والاسفار التاريخية التي تحدثك عن وقائع تلك الأيام، ارقاماً تاريخية يجب أن تفطن إليها لتعرف متى وقعت تلك الوقائع . وكما انه كان للتقويم الهجري ، أو التقويم الميلادي ، أو التقويم الشرقي، أو التقويم القبطي ، أو التقويم اليهودي وما إلى ذلك من التقاويم الموضوعة الاخرى مبادىء وأسباب حملت المؤرخين على الاعتراف بها ؛ فان للتقويم الغزي ايضاً مبادئ وأسباب هي التي سنقصها عليك في الاسطر التالية : ٢ - لقد مر بك في الفصل الذي خصصناه لغزة في عهد اليونان ، أن القائد المقدوني الجنرال سيلوقس الذي كان يقود جيش بطليموس (مصر) التقى بديمتريوس الذي كان يقود جيش انتيغونوس (سوريا) عند غزة . فاشتبك الفريقان في حرب لا هوادة فيها ، وكان النصر في هذه المعركة حليف الجنرال سيلوقس، رغم وجود عدد كبير من الفيلة في صفوف خصمه . فاندحر الخصم تاركا وراءه ثمانية آلاف قتيل . وقلنا أيضاً عند ذكر هذه الحادثة، أن الجنرال سيلوقس أخذ ( معركة غزة ) هذه التي وقعت سنة ۳۱۲ قبل الميلاد ، مبدأ لتاريخ جديد دعي فيما بعد بالتاريخ السلوقي أو اليوناني . وقلنا انه أخذ بعد تلك المعركة يدون وقائعه وانتصاراته ، ويذكرها بالنسبة للسنة التي وقعت فيها . ٣ - وقد مر بك أيضاً في الفصل الذي خصصناه لغزة في عهد الرومان ، أن الامبراطور هادريانوس الذي قهر اليهود ، وشتت شملهم ، وسبى نساءهم ، وباعهم في