-١١٧-
وطريق غزة . ونزل بعمر العربات (1) . ويظهر أن العرب اصطدموا بمقدمة جيش الروم هنا في وادي العربة . وكانت مقدمتهم هذه مؤلفة من ۳۰۰۰ فارس وستة قواد . وكان حاكم قيسارية على رأس هذه القوة التي رابطت في وادي العربة جنوبي البحر الميت . فرتب عمرو بن العاص جنده ، وجعل في الميمنة الضحاك ، وفي الميسرة سعيد ابن خالد ، وعلى الساقة أبا الدرداء ، وثبت هو في القلب ومعه أهل مكة ؛ وأمر الناس أن يقرأوا القرآن ، وجعل يحبهم في القتال ، ويرغبهم في ثواب الله وجنته . وقد حملوا على الروم وبطريقهم حملة نكراء حتى تم لهم النصر وولى الروم منهزمين . فارتدوا إلى غزة. وكان ذلك في شهر شباط سنة ٦٣٤ . م ۱۰ - وقد اتصل بعمرو بن العاص وهو في قرية ( تادون ) أو ( دائن ) من أعمال غزة أن جيش هرقل يتجمع بكثرة في غزة ، وأن هذا الجيش مؤلف من عشرة صلبان تحت كل صليب عشرة آلاف فارس ، الأمر الذي أدخل الفزع والحيرة في قلبه . وما هي إلا بضعة أيام حتى أنته النجدة فانضم المنجدون إلى القواد والصحابة الذين اشتركوا في المعركة الاولى وهم سعيد بن خالد، (۲) وعبدالله بن عمر الخطاب ، وأبو الدرداء ، والضحاك ، وربيعة بن قيس ، وعدي بن عامر ، وعكرمة بن أبي جهل ، وسهل بن عمرو ، والحرث بن هشام، ومعاذ بن جبل ، وذو الكلاع الحميري ، وغيرهم . وأخذ العرب يتقدمون نحو غزة . بن ۱۱ - فسمع الروم يتقدمهم ، وراحوا يرسمون الخطط لصدهم، وكان عليهم ( بطريقيوس ) وقيل (تزارق ( أخو هرقل لأبيه وامه ، وقيل ( روبيس ) ، وقيل (ارطبون) (۳) وقيل كان عليهم رجل منهم يقال له ( القبصلار ) استخلفه هرقل حين سار إلى القسطنطينية . وقبل أن يصطدم الجيشان أرسل بطريقيوس إلى قواد المسلمين كتاباً طلب فيه (1) يقصد ( القمر ) وهو موقع فى وادى العربة فيه ماء . (۲) اخو عمرو بن العاص . لامه (۳) كان عمر بن الخطاب (رضي الله عنه ( يصف عمرو بن العاص بارطبون العرب. ويقول ( بتلر ) ان العرب يطلقون هذا الاسم خطأ وان اسم هذا القائد الحقيقي هو (اريطيون).