-١١٨-
- ۱۱۸ - منهم أن يرسلوا له من ينوب عنهم في التفاوض لتسليم المدينة (١) فتكلم عمرو وقال : ما لهذا أحد غيري ! » (٢) فخرج حتى دخل على العلج فكلمه . فسمع كلاماً لم يسمع ذلك قط مثله . فقال العلج حدثني : هل في اصحابك أحد مثلك ؟ قال : لا تسأل عن هذا ! إني هين عليهم ؛ إذ بعثوا بي إليك ، وعرضوني لما عرضوني له ، ولا يدرون ما تصنع بي . فأمر له بجائزة وكوة ، وبعث إلى البواب : إذا مر بك فاضرب عنقه ، وخذ ما معه . خرج من عنده . فمر برجل من نصارى غسان ، فعرفه . فقال : يا عمرو ! قد أحسنت الدخول فاحسن الخروج ! فقطن عمرو لما أراده ؛ فرجع إلى الملك فقال له : ما ردك إلينا ؟ قال : نظرت فيها اعطيتني ، فلم أجد . يسع بني عمي ، فأردت أن آتيك بعشرة منهم تعطيهم هذه العطية ، فيكون معروفك عند عشرة خيراً من أن يكون عند واحد . فقال : صدقت ؛ عجل بهم ! وبعث إلى البواب : أن خل سبيله . خرج عمرو وهو يلتفت ، حتى إذا امن قال : لا عدت المثلها أبداً ! . فلما صالحه عمرو ودخل عليه العلج قال له : أنت هو ؟ قال : نعم ! على ما كان من غدرك ! وعلى هذا النمط فشلت المفاوضة ونشب القتال (۳) فتقدم العرب ، واحتلوا غزة سنة ١٣ هـ ، ٦٣٤ . م. ولقد تغلب . ( علقمة بن مجزز ) على الجنرال ) فقار بن ناطوس ) (4) في غزة ، فقتله. وكان فقار هذا أحد قادة . جيش هرقل فيها . ۱۲ - احتل المسلمون غزة ، فدخلوها مهللين مكبرين . وكان جيش الروم قد انسحب منها بالمرة ، وانسحب معه المسيحيون . إلا أن هؤلاء عادوا إليها ، فدخلوا في دين الاسلام . ثم مثلوا بين يدي عمرو بن العاص طالبين (٥) اقتسام الكنائس مع اخوانهم الذين بقوا على دينهم: ولقد حكموه في الأمر، فحكم للذين أسلموا Meyer (1) (۲) ابن الكلبي . والعقد الفريد الجزء الأول ص ٦٤ . (۳) يقول البلاذرى ان هذه المعركة جريق في دائن ( اوتادون ) على مقربة من غزة. (٤) هذا ما قاله الطبرى . وأما مؤرخو الفرنجة فانهم لا يذكرون إسما كهذا بين قادة جيش هرقل . ويقولون أنه قد يكون ) بطريقيوس ( القائد الذي عهد إليه هرقل بمهمة الدفاع عن غزة . $ Meyer (•)