-١١٩-
منهم -وقد كانوا أكثر عدداً من الآخرين - بالكنيسة الكبرى، فاتخذوها مسجداً واحتفظ المسيحيون الذين بقوا على دينهم - وقد كانوا أقلية - بالكنيسة الصغرى. ۱۳ - ذكرت مجلة ( المشرق ( في سنتها الثانية : أن أول مدينة فتحت من قبل العرب في فلسطين كانت غزة . ثم ذكرت سبب فتحها مستشهدة بأقوال بعض المؤرخين العربيين والشرقيين فقالت : « وكان يسكن وقتئذ في جنوب غزة قوم من قبائل العرب المتنصرين. وكان قد أصابهم من قبل ولاة الروم عسف وجور في المعاملات ؛ فالتجأوا إلى عساكر المسلمين ودعوهم إلى فلسطين ، فلبوا دعوتهم وزحفوا على غزة في اليوم الرابع من شهر شباط لعام ٦٣٤ م ، وظفروا بجيش الروم وفتحوا المدينة . وبعد أيام قليلة أنموا فتح بقية مدن فلسطين (۱) » . وقد مر عمر بن الخطاب بغزة بعد فتح القدس سنة ٦٣٨ م متفقداً جيش المسلمين ، كما زارها عام ٦٣٩ م باحثاً عن انجع الوسائل لاتقاء خطر المجاعة التي كانت تهددها . ١٤ - وظل (۲) عمرو بن العاص مع جيشه بفلسطين ردحا من الزمن للقضاء على القوة التي كانت لا تزال مع ( قسطنطين بن هرقل) فسار إلى قيسارية فافتتحها وقد هرب قسطنطين مع أسرته إلى القسطنطينية. وهكذا اضمحل سلطان الروم في هذه البلادسنة ۱۷ هـ ( ٦٣٩ م ) بعد حروب طويلة لاقى المسلمون في غضونها الشدائد والأهوال وخسروا من أجلها خمسة وعشرين ألف رجل. وعندما تم للعرب فتح فلسطين كلها قسموها إلى ولايتين : شمالية وعاصمتها طبرية . ب - جنوبية وعاصمتها الرملة ) وكانت بيت المقدس خاضعة لها ) . وكانت لغة البلاد آنئذ : ١٥ أ - اليونانية في الأرياف . العربية في عبر الاردن وفي غزة وأنحائها الجنوبية . ب ج - الآرامية في اواسط البلاد . وقد استوطن غزة بعد الفتح الاسلامي عدد كبير من رجال العرب (۱) راجع كتاب فتوح البلدان للبلاذري ص ۱۰۹ (٢) ( تاريخ عمرو بن العاص ( لحسن إبراهيم حسن . 6