صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/121

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۲۰ -

والاسر العربية التي جاءت مع الفاتحين ، وأصبحت مدينة عربية إسلامية ، ونغ فيها ومن رجالها عدد كبير في الأدب والشعر والتاريخ والفقه والفلسفة. ولم يمض على الفتح الاسلامي سوى فترة قصيرة حتى أصبحت هذه البلاد عربية بكل ما في كلمة ( العروبة ) من معنى . عربية بعمالها ولغتها ونقودها وكل شيء فيها . ١٦ - ومن التدابير التي اتخذها العرب لتوطيد أقدامهم في البلاد ( الحصون ) التي انشأوها على السواحل ، وكانوا يسمونها ( الرباطات ) . فقد انشأوا في غزة (رباطاً) من هذا النوع ، الغاية منه مراقبة السواحل . والرباط ليس في الحقيقة سوى مركز للمراقبة، يجتمع فيه الجند ليراقبوا سفن الروم التي تأني إلى الساحل حاملة أسرى المسلمين . أولئك الأسرى الذين كان الروم يغنمونهم من حروب الثغور . وكانوا يعرضون في الرباط للفداء : كل ثلاثة أسرى بمثة دينار . وكان المسلمون يتسابقون في تقديم الأموال لانقاذ الأسرى . وكان في رباط غزة عدد من المسلمين يعرفون لغة الروم . فاذا أوقفت سفينة رومية أمام الرباط قرعت الاجراس فاذا كان الوقت ليلاً أضيئت ساريتها . وإذا كان نهاراً أوقد عليها نار لها دخان وفي الرباط مئذنة عالية فيها نفر من الرجال يضيئون المئذنة عند وصول السفينة فينتشر الخبر ، ويهرع الناس إلى الرباط باسلحتهم ، وينقذون الأسرى بأموالهم . ۱۷ - وقبل أن نختتم هذا الفصل نرى لزاماً علينا أن نقول انه من دواعي فخر غزة أن يكون الامام الشافعي ، أحد الأئمة الأربعة المجتهدين في الاسلام ، قد ولد فيها . ولذلك لا بد من ذكر نبذة من تاريخ حياته هنا فنقول : انه (۱) الامام الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس بن عباس بن عثمان بن شافع ابن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم (۲) بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار معد بن بن عدنان . حدث الشافعي عن نفسه فقال : ولدت بغزة سنة خمسين ومئة ، وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين . وكانت امي من الأزد. وغزة من بيت المقدس على ثلاث مراحل». (1) معجم الادباء لياقوت الحموي . (۲) ليس المقصود هنا هاشم جد النبي .