صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/130

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-۱۲۹-

أيام ، فجمعوهم في كنيهم ، وحرقوهم ، وامروا الذين بقوا احياء من العرب أن يجمعوا جثث موتاهم أكواماً ويحرقوها بالنار . وبعد ذلك قتلوا هؤلاء أيضاً. «وهي قسوة يتبرأ منها الدين المسيحي (۱) الذي يدعون انهم انما جاءوا لنصرته ؛ فضلاً عن أنها جعلت روح العداوة والانتقام تتأصل في قلوب المسلمين ضد مسيحين البلاد التعساء ، فسيبوا ضرراً عظماً لهم لم يكن أخف وطأة من اضرار ملوك الروم . فلو هذه البلاد هجمات ملوك الروم المتواترة، وغزوات الصليبيين المتعددة، سلم مسيحيو وفظائع أولئك وهؤلاء بمسامي البلاد ؛ العاشوا إلى جانب اخوانهم المسلمين (۲) عيشة راضية لا يتخللها نكد ولا كدر » .

٣- وقد حلت الكنيسة اللاتينية محل الكنيسة الارثوذكسية في فلسطين باستيلاء الأفرنج عليها ، فنصبوا لهم بطاركة على اورشليم. وأما البطاركة الارثوذكسيون فكانوا في تلك المدة ينصبون في القسطنطينية ، ويعيشون فيها . لأن أولئك احتلوا وظائفهم واحتلوا دار البطريركية الأرثوذكسية المعروفة الآن ( بالخانكة ) . وأقام اللاتين لأنفسهم أساقفة في جميع المراكز الأسقفية . ولم يبق تحت سيادة البطاركة الأرثوذكسيين سوى أسقفيات اللد والرملة وحبرون.

وأما أسقفية غزة (۳) فتركت لليونان؛ لأن الشطر الأكبر من مسيحي غزة كانوا يونان وثنيين فتنصروا . والظاهر انهم ظلوا زمناً طويلا محافظين عملى لغتهم .


٤- لقد كانت الصدمة الاولى عنيفة . وما كان الصليبيون لينالوا هذا النصر عندها لو كانت في البلاد حكومة قوية وشعب رزين متحد ، ولم يكن قد انقضى على الحكم السلجوقي في سوريا وفلسطين سوى عشر سنوات . ولم يكن السلجوقيون بقادرين على أن يتحدوا . إذ قد انقسمت مملكتهم بعد مقتل الوزير ) نظام الملك ( ۱۰۹۲ م ، وكثر التنازع بين الرقباء الطامعين في العرش ، ونشبت في سوريا وفلسطين حروب أهلية واضطرابات داخلية أهلكت الحرث والنسل . ولم تسكن بقادرة على صد تيار الصليبيين . فتمكن هؤلاء عند أول حملة قاموا بها من

(1) تاريخ كنيسة اورشليم الارثوذكسية مي ٧٠

(۲) تاريخ كنيسة اورشليم الارثوذكسية ص ٧٠

(۳) راجع الصفحة ۲۸۳ من تاريخ خريسوستومس