صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/145

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٤٤


كبيراً . وفي اليوم الثالث من شعبان لسنة ٦٦٤ هـ هبط غزة مرة اخرى وسار منها إلى الخليل ، ثم إلى القدس، فمكا . وقاتل الفرنج في كثير من أنحاء فلسطين وتغلب عليهم .

وفي سنة ٦٦٥ هـ استدعى السلطان امراء غزة وأحسن إليهم . ثم سار في محفة على اعناق الامراء والخواص إليها . فقاتل الفرنج الذين أغاروا يومئذ على طبرية وقتل منهم خلقا كثيراً .

وفي ١٧ جمادى الآخرة لسنة ٦٦٥ه توجه السلطان مع جماعة من أمرائه إلى الشام. فهبط غزة . وقدم عليه وهو فيها رسل الفرنج ومعهم الهدايا وعدة من أسرى المسلمين. فكسا الأسرى وأطلقهم ثم رحل إلى صفد ، ولكن الفرنج خانوه . فسار إلى عكا ، ووضع السيف فيهم ؛ فطلبوا الصلح ، ولكنه لم يجبهم لطلبهم . ثم عاد فعقد هدنة لعشر سنين وعشرة شهور وعشرة أيام وعشر ساعات

وفي ١٢ جمادى الآخرة لسنة ٥٦٦٦ هبط غزة مرة أخرى . فأنعم على جندها وامرأتها . ثم سار إلى الشام .

وفي سنة ٦٦٨ هـ بلغ السلطان حركة التتر ، وانهم اتفقوا مع فرنج الساحل ، فأغاروا على الساجور بالقرب من حلب ؛ فجرد عليهم جيشاً بقيادة الأمير علاء الدين البندقدار ، وسار هو من قلعة الجبل في ليلة الإثنين ۱۱ من ربيع الأول ومعه نفر بسير . فوصل إلى غزة. وبعد أن قضى فيها يوماً أو بعض يوم سار إلى دمشق فدخلها . ولما بلغ النتر حركة السلطان انهزموا .

مات الملك الظاهر بيبرس سنة ٦٧٦ هـ ( يوم الخميس ۱۷ محرم ) بعد أن ملك مصر والشام سبع عشر سنة . كانت عدة عسكره اثنى عشر . كانت عدة عسكره اثنى عشر ألفاً : ثلتها بمصر وثلثها بدمشق وثلثها بحلب . وكان كثير السفر خفيف الحركة حتى قال فيه سيف الدولة المهمندار من أبيات يمدحه فيها :

يوماً عصر ويوماً بالحجاز وبال شام يوماً ويوماً في قرى حلب تدبر الملك من مصر إلى يمن إلى العراق وأرض الروم والنوبي

وتزوج بيبرس من النساء - وهو بلاد غزة قبل أن يلي الملك - أمرأة من الشهر زورية ، ثم طلقها بالقاهرة . وقد اهتم بمساجد غزة وجوامعها اهتماماً كبيراً. ويقال أنه كان في غزة على عهده مكتبة قيمة احتوت على عشرين ألف كتاب .