صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/146

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٤٥


١١ - وبعد وفاة بيبرس تولى السلطنة ابنه سنتين

۱۲ - ثم تولاها ( ۱۲۷۹ م ( الملك المنصور سيف الدين قلاوون الالفي وأصله من مماليك آق سنقر الكاملي . وقد سار هذا بجيشه في ۱۹ حزيران عام ۱۲۸۰م لمحاربة المنغوليين ، وخيم في غزة خمسين يوماً . كانت غزة في ذلك العهد قرية من أعمال الرملة . فجعلها الملك قلاوون حكومة مستقلة ( ١٢٩٣ - ١٣٤٠ م ) . وأقام فيها نائباً ينوب عنه في الحكم . وكان نائبها هذا يلقب بملك الامراء . وقد حفر اسمه ( قلاوون ) على بلاطة وضعها على الباب القبلي للجامع الكبير (۱) في غزة .

۱۳ - ولقد هبط الملك قلاوون غزة مراراً : تارة بقصد الزيارة وطوراً لتسكين الفتن . ففي عام ٦٨٧ ه كان نائب دمشق الامير سنقر الأشقر قد رفع راية العصيان ، ودعا الناس إلى طاعته ، ولقب نفسه بالملك الكامل. وخطب باسمه في دمشق. فأرسل إليه السلطان يقبح عمله . كما نصح إليه إمراء مصر بأن يترك الفتنة . إلا انه لم يذعن. عندئذ سار السلطان لمحاربته . ونزل غزة. فانهزم سنقر إلى الرملة. وانهزم معه الامراء الذين حالفوه، فتبعهم السلطان وأسر منهم الأمير بدر الدين كنجك الخوارزمي ، والأمير بدر الدين بيليك الحلبي، وبهاء الدين يمك ،الناضري، وناصر الدين باشقرد الناصري، وعلم الدين سنجر التكريتي ، وسنجر البدري ، وسابق الدين سليمان صاحب صهيون. وغنم منهم مالا وخيولا ومهمات كثيرة . عندئذ بعث سنقر الأشقر إلى امراء غزة يسترضيهم ويعدهم ويستميلهم . فقدم عليه شهاب الدين أحمد بن صبحي أمير العربات بالبلاد القبلية ، والأمير شرف الدين عيسى بن مهنا أمير العربان بالبلاد الشرقية والشمالية . وأتته النجدات من حلب وحماة وبعلبك

فجرد السلطان من القاهرة أربعة آلاف فارس بقيادة الأمير بدر الدين بكتاش الفخري أمير السلاح ، والأمير بدر الدين الأيدمري ، والأمير حسام اتيمش بن اطلس خان . فساروا كلهم إلى غزة ، حيث اجتمعوا مع الأمير عن الدين الأفرم ، فار الجميع بقيادة علم الدين سنجر الحلبي الملاقاة عسكر سنقر الأشقر في الرملة . فرحل هؤلاء إلى دمشق ؛ فتبعهم علم الدين ؛ وعندما تلاقى الجمعان بالقرب من دمشق كان النصر حليف عسكر السلطان ، وانهزم الأشقر .


(۱) راجع ما كتبناه عن هذا الجامع في الفصل الذي خصصناه لجوامع غزة ومساجدها.