صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/152

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٥١

وفي سنة ۷۲۰ هـ قبض عليه ، وسجن بالإسكندرية . وحجزت أمواله كلها وكان ذاك لقلة اكترائه بالأمير تنكيز نائب الشام ، وموافقة بعض مماليكه ( على ما قيل فيه ) انه يريد التوجه إلى اليمن .

ثم اطلق سراحه وجعل أميراً مقدماً بمصر : فبنى وهو في القاهرة خانقاه . ثم ولي نيابة حماة مدة يسيرة . ثم اعيد إلى نيابة غزة. لأنه كان يحبها حباً جماً ، وكان يعطف على التزيين عطفاً كراً

وقد بني وهو في غزة مسجداً ، وحماماً ، ومدرسة ، وخانا ، وحصناً ، ومارستانا ؛ كما انشأ فيها ملعباً لسباق الخيل ؛ وقد أوقف الجميع هذه المنشآت والمؤسسات أوقافاً كثيرة .

وقد توفى في شهر رمضان سنة ٧٤٥ هـ ، ودفن بالخاتقاء بالقاهرة بالقرب من جامع ابن طولون .

١٨ - كان الأمير وكن الدين بيبرس الدوادار والأمير سالار صديقين حميمين ؛ حتى انهما تآمرا معاً واتفقا على خلع السلطان المالك الناصر محمد بن قلاوون، وإجلاس بيبرس على عرش الملك . وقد تولى هذا الملك بالفعل ) ۷۰۸ هـ ) ولقب نفسه ( الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير المنصوري ) . ولكنهما عادا فتجافيا واختصها بسبب حادثة الجاولي التي أوردناها في الأسطر المتقدمة . وظل سالار يدس على بيبرس ، ويحرض الامراء عليه حتى نجح ، خلمه

وإليك تفصيل تلك المؤامرة (١) ، ونبأ ذلك الخلع :

كان الملك المظفر ( بمصر ) يكره الملك الناصر ( بدمشق ) . فبعث إليه (۷۰۹) الأمير ( مغلطاي) ليأخذ منه الخيل والمماليك التي عنده . وتغلظ مغلطاي في القول فغضب لملك الناصر من ذلك غضباً شديداً وقال له : و أنا خليت ملك مصر والشام لبيبرس ؛ وما يكفيه حتى ضاقت عينه على فرس عندي ، ومملوك لي، ويكرر الطلب. إرجع إليه وقل له : والله لئن لم يتركني وإلا دخلت بلاد التتر . واعلمتهم أني قد تركت ملك أبي وأخي وملكي لمملوكي ، وهو يتبعني ويطلب مني ما أخذته » . ثم طرد الأمير مغلطاي . فامتعض هذا مما حل به


(١) كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك .