صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/171

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-۱۷۰-


فصدقهم السلطان ، وعفا عنهم ، وفكهم من الحديد .

٦ - ما كاد ينقضي على ذلك يوم أو بعض يوم حتى جاءت رسالة من نائب غزة يقول فيها : ( أدركونا بالعسكر ، قبل أن يملك ابن عثمان مدينة غزة وتتعبوا في خلاص البلاد من يده ) . فأخذ السلطان طومان باي يستعد للخروج من مصر. وقد استحضر إليه نائب الشام ( ملك الامراء ) جان بردي الغزالي فخلع عليه ، وجمله باشا على العسكر المعينين للتجريدة ، غير أن التجريدة لم تخرج في الميعاد المضروب. بل جاء المماليك إلى السلطان وقالوا له : ( نحن لا نخرج ، ولا نسافر حتى تنفق علينا ثمن جمالنا ، وتصرف لنا العليق ، وثمن اللحم المنكسر ) . فاضطربت مصر لهذه الاخبار ، وتتكد السلطان للغاية .

٧- وفيما هو في حيرة من أمره اشيع أن السلطان سليم أرسل إلى غزة عسكراً جراراً بقيادة ( سنان باشا ) و ( يونس باشا ) و ( اسکندر باشا ) و ( داود باشا ) وعدد آخر من امراه ؛ كما اشيع انهم ملكوا مدينة غزة ، وأحرقوا منازلها ، وان نائب غزة هرب ، وان عسكر ابن عثمان زاحف إلى مصر ، فنادى السلطان . امرائه إليه وقال لهم : ( اخرجوا ، قاتلوا عن انفسكم وأولادكم وازواجكم ! لم يبق في. بيت المال درهم ولا دينار. وأنا واحد منكم . إن خرجتم خرجت معكم . وإن قعدتم قصدت معكم . وما عندي نفقة انفقها عليكم ) . ثم نادى المنادي قائلاً : ( الزعر والصبيان الشطار والمغاربة وكل من كان مختفياً الجرم اقترفه فليظهر ، وعليه أمان الله).

٨- رفض المغاربة هذا التكليف ، وأبوا أن يقاتلوا السلطان سليم ، قائلين : ( نحن مالنا عادة تخرج مع العسكر . ولا تقاتل المسلمين . بل تقاتل الأفرنج ) . فهددهم السلطان قائلاً : ( إذا لم تخرجوا وتقاتلوا ابن عثمان ، فان المماليك الجلبان يقتلون كل مغربي في مصر ، حتى لا يدعوا فيها مغربياً يلوح ) . ويظهر أن هذا التهديد من جهة ، واستعراض السلطان لجيشه (١) من جهة اخرى كان لهما تأثيرهما المطلوب ؟ فتقوت قلوب العسكر على القتال، وغادروا مصر، وحاصروا جماعة ابن عثمان الذين بغزة .

(۱) قال ابن ایاس : « كان مع الجيش يومئذ عجلة من خشب تجرها أبقار ، وفيها رماة بالبندق الرصاص . وكانوا نحو ثلاثين عجلة أو فوق ذلك . وعرض جمالا فوقها مكاحل ورماة يرمون بالبندق الرصاص من المكاحل . وعرض طوارق خشب بـيب الرماة بالنشاب».