صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/173

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-۱۷۲-

جمع بعض العربان وتقدم إلى غزة هو والأمير ) ارزمك الناشف ( أحد المقدمين و ) دولات باي ( نائب غزة وأصله من مماليك السلطان الغوري وجماعة من المماليك السلطانية . فقاطعوا على عسكر ابن عثمان من طريق الدرب السلطاني ، وتلاقوا معهم على الشريعة بالقرب من بيسان. وكان باش عسكر العثمانية سنان باشا ، ومعه آخرون من امرائه ومن المعسكر العثمانية الخلق الكثير . وكان جان بردي الغزالي ومن معه من الأمراء في فئة قليلة من العسكر . فوقع بين الفريقين هناك معركة هائلة تشيب منها النواصي ، فانكسر الأمير جان بردي الغزالي ومن معه من الامراء والعساكر ، وجرح الأمير جان بردي نفسه . ولم ينج من عسكر مصر في هذه المعركة إلا من طال عمره طال عمره . ورجع إلى مصر الأمير دولات باي نائب غزة ، ورجع معه سائر الامراء والعسكر الذين كانوا توجهوا إلى غزة . رجعوا كلهم مكسورين بعضهم راكباً على حمير وبعضهم على جمال . وقد نهبت اقمشتهم واسلحتهم وخيولهم وذكر الجنود المغلوبون أن مع عسكر ابن عثمان رماحاً بكلاليب يخطفون بها الفارس عن فرسه ويلقونه على الأرض . وقيل عنهم أنهم مثل الجراد المنتشر لا يحصي عددهم ، وان معهم رماة بالبندق الرصاص على عجلات خشب تسحبها أبقار وجواميس في أول العسكر . واشيع ايضاً أن عسكر ابن عثمان يقتلون الناس من غير شفقة ولا رحمة ، وانهم يتجاهرون بالمعاصي والفسوق ، وأنهم لا يصومون شهر رمضان ، ويشربون فيه الخمر والبوزة ، ويستعملون فيه الحشيش ، ويفعلون الفاحشة في الصبيان المرد في شهر رمضان ، وان ابن عثمان لا يصلي صلاة الجمعة إلا نادراً .

۱۳ - قال ابن اياس الذي نقلنا عنه هذا الخبر : « أن الغزالي لما تلاقى مع سنان باشا على الشريعة اشيع في غزة أن الغزالي قد انتصر على عسكر ابن عثمان وقتل سنان باشا وعسكر ابن عثمان . فبادر ) علي باي دوادار ) نائب غزة وأجاده قهوا وطاق العثمانيين ، وأحرقوا خيامهم، وقتلوا من كان في الوطاق والمدينة من العثمانية نحو اربعمائة إنسان ما بين شيوخ وصبيان وممن كان بها مريضاً . فلما ظهر أن الكسرة على عسكر مصر ، وقتل من قتل من الأمراء ، رجع سنان باشا إلى غزة فوجد من كان بها قد قتل ، ونهب الوطاق. فجمع أهل غزة قاطبة وقال لهم : من فعل ذلك بنا ؟ قالوا : علي باي دوادار نائب غزة وأجناد غزة ، ولم نفعل نحن شيئاً من ذلك . فأمر سنان باشا بكبس بيوت غزة فوجدوا فيها قماش العثمانية ، وخيولهم ،