صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/185

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-١٨٤-

فعين والياً على بيروت. وما كاد يتسلم زمام الأمر فيها حتى بدت عليه علائم الصيان . إلا أنه لم ينجح . خرج من بيروت مدحوراً .

وقد تقرب بعدئذ إلى ظاهر العمر ، فسلمه هذا قيادة فرقة من جيشه وأرسله في مهمة إلى غزة. وفيا كان فيها يقوم بقضاء تلك المهمة فر إلى معسكر عثمان باشا عدو ظاهر العمر ، فلم يحتفل به . لأنه علم أنه ذو وجهين.

وقد التحق بعدئذ بالاسطول العثماني الذي كان معقود اللواء إلى حسن باشا . تم عاد فانقلب عليه . ويظهر أن الدولة رأت من مصلحتها ، رغم اخلاقه هذه ، أن تستميله إلى جانبها . فجعلته وزيراً. ووسعت سلطته حتى امتدت من الشام إلى غزة وعريش مصر . الأمر الذي اتخذه نابليون ذريعة لفتح هذه البلاد ، كما سترى ذلك في الفصل الذي خصصناه لغزة في عهد نابليون .

وبعد أن احتل نابليون غزة والرملة ويافا وحيفا حاصر عكا إلا أنه فشل أمام اسوارها فارتد عنها مدحوراً. عندئذ ازداد الجزار ختلا وكبرياء . فعاد يمثل مظالمه (۱) ويحمل على الناس مخارمه ، لا فرق في ذلك بين مسلم أو مسيحي أو يهودي .

۲۸ - وكأنه لم يكف البلاد ما أصابها من ظلم الجزار ، وما ألم بها من خراب اثناء زحف نابليون ؛ فقد قام ( محمد باشا ابو المرق ) (۳) يسومها الخسف والعسف. ويجور على أهل بيت للقدس والخليل والرملة واللد ، ولم يكن الظلم الذي نزل بغزة يومئذ بأقل مما نزل باخواتها من المدن الفلسطينية مما لم يقع مثله . حتى اضطر السادات الأشراف الأبرياء لكثرة مظالمه أن يبيعوا أولادهم في السوق بيع الجواري والعبيد .

٢٩ - وفي عام ١٨١٤م ( ۱۲۳۰ هـ ) كانت غزة تدار من قبل متصرف تركي يدعى ( حسن درويش باشا ) . وكانت القدس يومئذ تابعة له و بعد حسن درويش باشا أصبحت غزة ( متسلمية ) (۳) وكان متسلمها ( عيسى آغا المشعلجي )(1)


(1)خطط الشام . الجزء الثالث ص ۱۸

(۲) خطط الشام

(۳) أي مركز لنائب المتصرف

(٤) إن هذا الحاكم المتنفذ يمت بالنسب لآل البورنو الموجودين بغزة في الوقت الحاضر.