صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/187

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-١٨٦-

باشا وأعوانه بالوقعات المتعددة وهي وقعة راشيا ، ووقعة جسر بنات يعقوب ، ووقعة المزة التي في ابواب الشام ؛ وحصره داخل قلعة الشام - والمولى تعالى كان عاطينا الشام - وأسره وأسر من يلوذ به . ولكن مرحمة للفقراء ، وصيانة للعرض ولئلا تتعطل مصلحة الحج الشريف عدلنا عن دخول عساكرنا للشام ، وأمرناهم بالقيام والرجوع إلى جسر بنات يعقوب . هذه المادة ما حصلت منكم إلا من عدم تبصركم بالأمور ، لكونها مادة تصير سبباً لإباحة دمكم وعرضكم ومالكم، وتصيروا عبرة لمن اعتبر ، فلزم الآن اخباركم بذلك لكي تعلموا وتتحققوا أن عساكرنا بحوله تعالى وافرة ، مكملين العدد والعدد ، ومتأهبين بهذه المرة للانتقام من كل طاغي وباغي متعدي الحدود، وايديهم على براجق السيوف. وعلى الخصوص الاتحاد والاتفاق الواقع الآن بيننا وبين سعادة والدنا الدستور الوقور الأكرم والآصف المشير الأخم والي الديار المصرية حالا الحاج محمد علي باشا الأعظم وإظهار زيادة ميله وحبه القلـبي لطرقنا . فتأكيداً لذلك قبل تاريخه أرسل طلب توجه كتخدانا لعنده ، لأجل يوقفه على زيادة ميله وحبه الأكيد لطرفنا ، ويحقق لنا ذلك بالمواجهة . ومن بعد الاتكال على واحد أحد قبل تاريخه بيومين سيرنا ولدنا كتخدانا المومى إليه لطرف سعادة لمشار إليه . إن شاء الله تعالى قريباً يحضر كتخدانا من ذاك الجانب ، ويتضح للجميع اتحاد الحال بيننا وبين سعادة المشار إليه . ومن المعلوم مهما طلبنا عساكر من جانب سعادته فلا يمنع بسيار هم ، وتصبحون انتم فيما بين أرجل عساكر سعادة المشار إليه وأرجل عساكرنا ، وتندمون حيث لا ينفعكم الندم . فها نحن عاملناكم بالرفق والرحمة القول القائل من حذر فقد انذر . المراد تجمعوا كباركم وعقلا كم واقنديتكم وعلماؤكم واختيار يتكم وتتلوا مرسومنا هذا علناً ، وتمعنوا النظر به ، وبالحال ترموا القبض على الشقي الخائن مصطفي كاشف ، وترسلوه ليافا لعند متسلمنا المومى إليه تحت الحفظ وتقدموا مراسم الاطاعة لطرقنا ، وتتعاطوا اشغالكم وأعمالكم ، وتكونوا براحتكم . وبهذا تغتنموا دماءكم وأموالكم وأعراضكم ، فإن فعلتم ذلك وهو المتقدم ذكره برمي القبض على الخائن مصطفى كاشف ، وقدمتم أنفسكم للاطاعة لطرفنا ، وتركتم هذا الحال فعليكم أمان الله ورأي الله ورأي جدنا الأعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رأينا ؛ وإن أبيتم وعلى غيكم تماديتم فها هي عساكرنا المنصورة مهيأة للقتال كما ذكرنا وعساكر سعادة والدنا المشار إليه تحت طلبنا ، وحينئذ لا أمان عليكم ولا