صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/188

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-١٨٧-

رأي ، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل . فبناء على ذلك أصدرنا لكم مرسومنا هذا من ديوان دار الجهاد محروسة عكا المحمية بوصوله تدققوا في معناه ، وتتجنبوا مخالفته ، وتعتمدوه غاية الاعتماد » .

۳۱ - وقد شق محمد علي باشا والي مصر في ذلك الحين عصا الطاعة ، واتخذ خلافه مع عبدالله باشا والي عكا حجة فرمى إلى احتلال سوريا . وأرسل جيشاً بقيادة ابنه ابراهيم باشا . وقد احتلت جنوده العريش وغزة ( ۱۸۳۱ م ) وظل يتوغل في البلاد إلى أن افتتح عكا ، وامتلك الشام ، ودان له قسم غير قليل من بر الاناضول، وكاد يهدد الآستانة . فتداخلت الدول ، وانسحب بعد أن خصصت مصر له ولذريته من بعده . وقد جرت له في هذه البلاد وقائع سنأتي على ذكرها بالتفصيل في فصل آخر من هذا الكتاب .

۳۲ - ومن الحوادث التي جرت في ذلك العهد ، وكان لها بعض المساس بغزة تلك التي كان بطلها ) عقيلة آغا ) الحاسي (۱) . ولد هذا بغزة ثم رحل عنها ( ١٨٤٥م) إلى الناصرة فالتحق بحاشية ) محمود آغا عون الله ) . وقد اختلف مع حاكم الناصرة ) محمد باشا سواري ) ، وأقام عند بني صخر ، وانتدب للمحافظة على الغور من جهة جبل عجلون من قبل والي القدس وسر عسكر اوردو الشام ( قبرصلي باشا ) ، فقام تهمته حق القيام ، واشتهر ؛ ولكن شهرته عادت عليه بالوبال . إذ أن محافظ عكا ( مصطفى رشيد باشا ) ألقى القبض عليه ، وأرسله إلى عكا محفوراً، ثم نقاه إلى بلاد الصرب ) ١٨٥٣م) . لكن عقيلة تمكن من الهرب من منفاه ، وجاء إلى حلب . فخشيت الدولة نفوذه ، فأوعزت إلى ( وامق باشا ) والي بيروت كي يتلافى الأمر بالتي هي أحسن . فتلافاه وأرجعه إلى سابق عهده في خدمة الدولة.

ازداد عقيلة شهرة بين العرب. ولكن الأكراد كانوا يكرهونه . مجمع حوله



(1) الحاسي ، والحرابي، والبراعصة فروع لقبيلة من القبائل العربية النازلة في الجبل الأخضر من بلاد المغرب. وقد كان موسى آغا والد عقيلة آغا من رجال قبيلة الحاسي . فهجر وطنه على أثر قتله لرجل من أقاربه ، وجاء إلى غزة هاشم . وكان ذلك عام ١٨١٤م (٥١٢٢٩) وقد حل ضيفاً على الحاج محمد نجا من البراعصة ، وكان هذا قد جاء إليها قبله ، وعظم فيها شأنه. وقد ترأس موسى عند البرعصي على خمين خيالا . وبعد موت الحاج محمد ترأس مكانه . وقد تزوج امرأة من عرب التركمان تدعى (خضرة الشقيرى) فولد له منها ثلاثة أولاد هم عقيلة وصالح وعلي.