صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/215

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-٢١٤-

مثل عائلة أبي عوش في جبال القدس ، والمواضي في اجزم والقواسم وآل جرار وطوقان وعبد الهادي في جبال نابلس ، وغيرهم .

٧- أضر محمد علي باشا على التجنيد الاجباري، وعلى كسر نفوذ الزعماء والمتنفذين؛ فاجتاحت البلاد من اقصاها إلى اقصاها موجة من الاستياء انتهت بالاحتجاج الصاخب. ثم حمل الناس السلاح وأخذوا يستعدون للثورة . وما هي إلا عشية أو ضحاها حتى اشتعلت نيران الثورة في الصلت ، والقدس ، ويافا ، ونابلس وفي كل مكان . وقد جرت معارك دموية بين الجند والثوار في سعير من اعمال جبل الخليل، وسيريس وباب الواد ، ولفتا، وبيت جالا ، وبيت لحم، ومرج بن عامر . وأما في القدس نفسها فقد انفقد الأمن وسادت الفوضى ستة ايام ، اختفى النصارى خلالها في اديرتهم واليهود في كنائسهم ، وذبح منهم خلق كثير .

وكذلك المدينتان الواقعتان في اقصى الشمال ( صفد ) وفي اقصى الجنوب (غزة) فقد ثارتا . واستولى البدو الضاربون خيامهم في منطقة غزة على الامور كلها، فأصبحوا الأمرين الناهين، وانتشر رجالهم في جميع انحاء المنطقة يفعلون ما يشاؤون. وأما في صفد فقد اذاع الاهلون وفي مقدمتهم القاضي والمفتي ونقيب الاشراف بياناً عطفوا فيه على مبادى الثورة ؛ ونهبوا اليهود ، وقد قدرت خسارة هؤلاء بثلاثين الفا من الجنيهات .

وفي الاسبوع الاخير من شهر حزيران عام ١٨٣٤ م كانت فلسطين كلها (خلا غزة والقدس ويافا وعكا ) قد سقطت في أيدي الثوار. وعلى قول ان ابراهيم باشا نفسه أضطر إلى الالتجاء إلى دير الأفرنج بيافا والتحصن فيه ، فأرسل أمير اللواء علي بك حاكم غزة إلى السلطات المركزية كتاباً يحذرها فيه من سوء العاقبة ، ويشير إلى الخطر المحدق بالقيادة المصرية. وكذلك فعل سليم باشا أمير القراء في يافا .

٨- فأرسل محمد علي باشا على أثر ذلك ثلاث كتائب من المشاة ، وكتيبتين من الفرسان ، وألفاً من فرسان البدو . وعهد بقيادة هذه النجدة إلى اثنين من أنبغ قواده هما أحمد منكلي بك ومحمد سالم باشا . وقد ابحر هو أيضاً على رأس هذه القوة من مرفأ الاسكندرية قاصداً فلسطين .