-۲۲۰-
القتال الاخر (۱) حوادث اضطرتهم للتريث في الامر. فقد اضطروا لارسال الفرق الثامنة والعاشرة والخامسة والعشرين من فرق الجيش الرابع إلى الدردنيل. كما ارسلوا فرقة من فرق الفيلق الثاني عشر إلى العراق، واخرى إلى القفقاس. ثم أخذوا من الجيش الرابع جميع المدافع السريعة الطلقات والمتراليوزات التي كانت لديه. فانخفضت قوة هذا الجيش انخفاضاً هائلا وأصبح مجموع افراده أثنى عشر طابوراً فقط.
أضف إلى ذلك الانباء التي وصلت عن نشوب ثورة في بلاد الأرمن، والاستياء الذي كان واضحاً للعيان في البلاد العربية من جراء انتشار فكرة الاستقلال بين العرب، والمفاوضات التي كانت تدور حول هذا الموضوع بين الانكليز وبين الملك حسين بن علي، ذلك الملك العربي الذي ثار ضد الترك واعلن استقلال العرب.
فلم يتمكن الاتراك، بسبب الحوادث المتقدم ذكرها، من القيام بحملتهم الثانية على القتال قبل أن يأتيهم المدد من جهة، وقبل أن يمهدوا السبيل إلى هذه الحملة وذلك بتعبيد الطرق وإنشاء السكك الحديدية من جهة اخرى.
٤- شرع الاتراك في آذار عام ۱۹۱٥ بتعبيد الطرق من بئر السبع. وقد انتهوا من تعبيد القسم الواقع بين بئر السبع وبئر الحسنة في شباط عام ١٩١٦. وأما السكة الحديدية فقد وصلت إلى بئر السبع في ايلول عام ١٩١٥، وإلى عصلوج في شباط ١٩١٦، ثم تم تمديدها إلى القصيمة.
ه- ولم يكن الإنكليز بغافلين عما يفعله الاتراك في هذه الجبهة. فقد زار مصر في اواخر عام ۱۹۱٥م وزير الحربية البريطانية اللورد كيتشنر، واستحضر عدداً كبيراً من الفرق الانكليزية التي كانت في فرنسا وسلانيك والدردنيل والهند، فأصبح مجموع الجيش البريطاني المرابط في مصر ۳۰۰,۰۰۰ وعهد بقيادة هذا الجيش والدفاع عن مصر إلى الجنرال السر ارشيالد موري. وأما قوة الأتراك التي كانت يومئذ مرابطة في هذه البلاد من مصر إلى اطنة فانها لم تتجاوز الاربعين ألفاً.
(1) كان الأتراك يحاربون خلال الحرب الكبرى (١٩١٤ - ١٩١٨) في خمس جبهات: فلسطين، العراق، القفقاس، رومانيا، والدردنيل.