صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/231

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-۲۳۰-

ان هذا المجلس وان لم ينته يومئذ إلى قرار حاسم في صدد الخطة الواجب اتباعها (1) إلا أن القيادة العامة عادت فقررت (۲) إرسال الجيش السابع والثامن من (جيوش ييلديرم) (٣) إلى الجبهة الفلسطينية. ولما كان غازي باشا قائد الجيش السابع مخالفاً لهذا الرأي فقد استقال من القيادة بإيعاز من أنور باشا، وعهد بقيادة هذا الجيش إلى أمير اللواء فوزي باشا.

۱۸ - وفيما كانت هذه التبدلات في القيادة تجري كانت احوال الجيش التركي تسير من سيء إلى اسوأ. إذ كانت ارزاقه قليلة للغاية. ولم يحسن ضباط الجيش استعمال هذا القليل من الارزاق بدرجة ان الجوع كان يلازم الكثيرين من الجند في كثير من الاحيان، وقد جاء في التقارير الرسمية أنهم لم يستطيعوا توزيع كمية من الخبز أكثر من ٧٥ طن في أي يوم من أيام شهر ايلول ۱۹۱۷، مع أن احتياج الجيش اليومي للخبز كان ١٥٠ طناً على اقل تقدير. وقد فتكت الامراض بالجند فتكا ذريعاً، فأخذ عددهم يتناقص ما بين ۳۰۰۰ و ٤۰۰۰ في كل شهر، دون ان يأتي من يقوم مقامهم ويشغل مراكزهم. ووسائط النقل كانت في بعض القطعات ناقصة، وفي بعضها الآخر في حكم العدم. وقد هلك عدد كبير من حيوانات الجيش بسبب الجوع وقلة العلف. وأما حاجة الاهلين إلى الأرزاق والمؤن فقد كانت أعظم من ذلك بكثير.

١٩ - وفي تشرين أول من تلك السنة (۱۹۱۷) كان اللورد اللنبي قد أتم تعبئة جيشه. فأمر بالزحف نحو القدس وفلسطين. وكان خط الدفاع التركي يمتد


(1) كان بعض اعضاء هذا المجلس يرى وجوب الاهتمام بجبهة العراق، واسترداد بغداد التي سقطت بيد الانكليز في ١١ آذار سنة ۱۹۱۷، والبعض الآخر كان يؤثر الجبهة الفلسطينية على غيرها.

(۲) ولكن بعد خراب البصرة، وبعد تلكؤ دام اربعة شهور!...

(۳) كانت جيوش يبلديرم هذه، بادئ ذي بدء مؤلفة من القطعات التالية: الفيلق الثالث (الفرق ٤٢، ٥٠، ٥٩) والفيلق الخامس عشر (الفرق ۱۹ و ۲۰) ثم اضيف إليها كل من الجيش السادس، والجيش السابع، والجيش الثامن.

وكانت الغاية من تأليفها القيام بحملة جديدة في العراق واسترداد بغداد. وقد عهد بقيادتها إلى القائد الألماني الجنرال فالكنهايم.