صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/235

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٢٣٤-

السياح وجوابو الأمصار بغزة


هبط غزة بين القرن الثامن والقرن العشرين للميلاد عدد كبير من السائحين وجوابي الامصار1، من عرب وافرنج. ومن هؤلاء من جاء إليها خصيصاً ليدرس حالتها الاجتماعية والعمرانية والدينية والاقتصادية، ومنهم من عرج عليها في طريقه من مصر إلى بر الشام أو العكس بالعكس. ومن هؤلاء من استفاد من زيارته وأفاد واعلمنا عن انبائها الغابرة ما لم نكن لنعلم به من قبل، ومنهم من لم يأت بالشيء الجديد بل أعاد ما قاله قبله الأقدمون. واني عند حد الاعتقاد أنه قد لا يخلو من فائدة ان تأتي على ذكر بعض ما قاله هؤلاء عن غزة في كتبهم ورحلاتهم على ان نغفل البعض الآخر الذي لا فائدة فيه فنقول:

في عام ٧٢٣ م زار غزة القديس فيلبالد St.Willibald وقال انه فقد بصره فيها. وقد زارها الرحالة الذائع الصيت برنارد الملقب بالحكيم وكان ذلك بتاريخ ٨٦٧ للميلاد فقال عنها «أنها غنية في جميع الاشياء».

وهبطها السائح الاسلامي المعروف (المقدسي) فقال عنها: «أنها كانت إحدى المدن الرئيسية في فلسطين وانها لا يعادلها في الأهمية سوى الرملة التي كانت يومئذ عاصمة فلسطين. وكانت تحت حكم الفاطميين بمصر»، ثم قال : «انها لا تزال مركزاً للقوافل التجارية التي تأتي من جزيرة العرب ومن مصر. وقد طار صيتها يومئذ وتحدث الركبان عن مسجدها الجميل، وقد تحدث عن النصب 2 التذكاري الذي كان فيها لعمر. كما تحدث عن (الرباط) الذي كان فيها. وقال ان غزة كانت إحدى المحطات السبعة الواقعة على الشاطىء، تلك المحطات التي كانت سفن البيزانطيين ترسو فيها بقصد تبادل الاسرى، والمظنون ان ذلك جرى حوالي القرن التاسع للميلاد.

وهبطها قاضي القضاة ابو اليمن القاضي مجير الدين الحنبلي، فقال عنها في كتابه (الانس الجليل) ما يأتي: «عن مصعب بن ثابت عن ابن الزبير يرفعه (طوبى لمن سكن إحدى العروسين عسقلان وغزة). وهي من أحسن المدن المجاورة لبيت المقدس


  1. History of the City of Gaza
  2. لا ندري أي نصب يقصد؟ واين كان؟ وماذا جرى له؟ تلك نقاط لاتزال غامضة.