القدير. وهو مدفون في مدرسة مع اولاده وذريته. وقرأنا له الفاتحة، ودعونا الله بنية صالحة. وجلسنا عند أولاده في المدرسة المذكورة ننظر الكتب التي عندهم ونتذاكر معهم في المسائل المستورة. ثم عدنا إلى المنزل المعهود والناس بين صدور إلينا وورود، يأتون بالموائد على ما تقتضي العوائد. وحضر الافاضل والاعيان، وسهروا عندنا تلك الليلة مع جملة من الاخوان. وقام المنشدون وصار السماع المطرب على الآلات بالقانون، ثم انصرفوا. وقد طاب الحضور وزاد السرور إلى ان اصبح صباح يوم الجمعة الثاني والعشرون من شهر ربيع الأول سنة ۱۱۰۱ هـ. فصلينا صلاة الجمعة في الجامع الكبير. ثم ذهبنا فزرنا الشيخ فرج في مكان واسع عليه قبة لطيفة وهناك عمارة انيقة. ثم ذهبنا إلى مكان آخر هناك مشهور فيه جنينة لطيفة محفوفة بأنواع الزهور، وفيه قبر الشيخ عبد الرحمن الاوزاعي. وبجانبه قبر السلطان الغوري رحمه الله على ما يقال واالله اعلم بحقيقة الحال. وفي هذا المكان مغارة يقال انه مدفون فيها هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم الذي تنتسب إليه غزة. ويقال ان هذه المغارة متصلة بمقام سيدنا ابراهيم الخليل واولاده الكرام عليهم الصلاة والسلام. ثم خرجنا وزرنا في تلك الجهات الجبانة التي فيها قبر الشيخ علي بن مروان وعليه قبة مرفوعة وعمارة موضوعة، وله كرامات مذكورة، وخوارق مشهورة. ثم زرنا الشيخ عبد الرحمن بن سلطان. ثم جئنا إلى الجامع المشهور بجامع شهاب الدين بن أحمد بن عثمان وهو جامع مبارك عظيم الجوانب والبنيان. فرأينا هناك حلقة الذكر على طريقة المطاوعية، ورأينا الفقراء يذكرون الله تعالى بأحوال قوية. ثم خرجنا وزرنا في الطريق الشيخ مجاهد في مكان له مستقل، وزرنا بجانبه قبر الشيخ محمد العجان من اولياء الله تعالى صاحب كرامات مشهورة عند أهل البلاد. ثم ذهبنا الى جامع الجاولي وهو جامع كبير واسع، جميعه مبني بألواح الرخام واحجار السماقي من أول الزمان، وهو خراب الآن، والرخام ساقط حول جدرانه وفي صحنه الخارج من عدم تقييد النظار عليه بعمارته وحرمته. وهو منفصل الآن عن العمران، وقد رموا بابه واستغنى الناس عن الصلاة فيه. ثم مررنا بعد ذلك على مدرسة الطواشي وهي الآن مسكن قضاة غزة وموضع حكمهم، فتلقانا أحمد حلبي المتقدم ذكره النائب في الحكم يومئذ، فجلسنا عنده حصة من الزمان. ثم زرنا الولي الصالح الشيخ ططماج.
وزرنا الشيخ ذكي وقبره في رأس تل عال من الرمل. ثم مشينا بين البساتين من