صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/245

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٢٤٤-

وقد وفد على المولى الأديب والطبيب الرئيس اللوزعي الأريب الشاب محمد 1 الريس 2 الحكيم فتلقيته بالإجلال والتكريم؛ إذ هو في حذاق الاطباء معدود، فكأنما بعث الله لنا داود؛ فشفاني بشفاء قانون لطفه، وداوى فؤادك بعذوبة الفاظه وظرفه؛ منحني من مفرداته بكل غريبة، واتحفني من منهاجه بكل عجيبة؛ وأنشدني لصاحب النفس القدسي مولانا الشيخ عبد الغني النابلسي:

سقى الله غزة وابل السحب اننا
وجدنا بها ما لا بمصر وجلق
بدوراً وغزلاناً وماءاً وخضرة
وكثبان من رمل على بحر ازرق

ثم استروحت النفس لرؤية رياضها، والتملي بمحاسن غياضها؛ فوافيت روضة اظهرت يد الغيث اثارها، وابدى الربيع للعين انوارها؛ فهي كالعروس في حليها وزخارفها، والقينة في وشيها ومطارفها؛ تنافحت بنوافح المسك ازهارها، وتعارضت بغرائب النطق اطيارها. ذات ظل ظليل، وماء أعذب من السلسبيل؛ نعوتها وأوصافها متناسقة، واشجارها كالمحبين متعانقة؛ ارجاؤها موفقة، وجداولها متدفقة؛ سمت بالحسن والابتهاج، وفرشت أرضها بالسندس والديباج؛ فكأنها روضة ابن المعتز البديع، حيث مدحها ابان الربيع.

ثم سألني الاخوان عما يحضرني من الآراء والأفكار، عن بعض الأزهار وما فيها من منافع وأسرار؛ فحدثتهم 3 عن الورد والياسمين، والنرجس والنسرين، وعن الآس والريحان، والسوسن والاقحوان، والبنفسج والرمان، والجلنار وشقائق النعمان.

ثم ثنيت العزم لزيارة ما بها من المشاهد التي ينجح بها القصد وتطيب منها الموارد:


  1. في الأصل ورد اسمة(أحمد). مكتوباً بنفس الخط والمداد اللذين استعملهما الكاتب في سائر الكلام، ويظهر أن أحد الذين اطلعوا على هذا الكتاب محاه ووضع فوقه بالقلم الرصاص كلمة (محمد).
  2. إن هذه الكامة ايضاً محرفة، وفى الأصل (الهرش). ويجزم الاستاذ الشيخ عثمان افندى الطباع صاحب الباع الطويل فى تاريخ الاسر الغزية ان هذا هو الشهاب أحمد الخرش الطبيب من عائلة سقى الله، وان الطبيب محمد الريس عاش بغزة قبل هذا التاريخ.
  3. ان هذا الحديث الذى وصف به الأزهار والذى جاء في اثنتى عشر صفحة اكتفيت بالاشارة إليه، ولم أر لزوماً لذكره كله.