صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/246

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٢٤٥-

فمنها البشير الذي بشر يعقوب بولده يوسف عليه السلام، والدار قطني أحد الأئمة الستة الحافظ الامام، وسيدي علي بن مروان ذي الكرامات الظاهرة، والشيخ ابو العزم صاحب الامدادات الباهرة، والشيخ أكرم المولى الهمام وسيدنا هاشم جد نبينا عليه الصلاة والسلام، ومحل مولد نبي الله سليمان بن داود ذو الملك العظيم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وحيث ولد إمامنا الشافعي ابن ادريس صاحب المقام السامي والعلم النفيس، وبه قبر والدته واخته والشيخ عطية عليهم الرحمة والرضوان والتحية. ومآثر خلاف ذلك يطول مختصر شرحها، وتهدي الزائر إليها بطيب نفحها. وسرنا نتأمل في مشارعها ونتملى برؤية جوامعها لا سيما جامعها الذي هو للمحاسن جامع، وفلك حسنها الذي به قمر المسرة طالع؛ فرأيت غالب البلاد خراب، من ظلم الأمراء وتحكم لمط الأعراب ؛ فارتحلت عنها لهفاً، وانشدت اقول وااسفاً:

يا ويح غزة مذ اوهت مرابعها
إلى الحضيض وقد ناحت مواجعها
كانت معاهدها للانس جامعة
من كل معنى سما والحسن جامعها
فأصبحت من سطى الأعراب خاوية
على العروش مخيفات بلاقعها
فقل لعينيك تبكي عندها أسفاً
يحق للعين ان تهمي مدامعها
وقل لقلبك يبدي من تلهفه
ان البروق دجى تخفي لوامعها
واستنجد الصبر ان ودعتها سحراً
فللنفوس جو ممن يودعها

فسرينا منها يوم السبت وقت الصبح بسلام وهو الثامن عشر من ذي القعدة الحرام قاصدين خان سدود لننهل من منهله المورود. فما زلنا بين نغمات اطيار، ونفحات معطرات الازهار، تستلذ بمحاسنها النفس، وتتنعم بها الحواس الخمس، حتى وصلنا إلى ذلك المكان، وكان وقت العصر قد حان...»

وقد زار غزة بعديد عدد كبير من السياح نذكر منهم:

(يوحنا بورکهارت) Johannes Burckhardt ١٨١٧م و(ايربي) Irby ١٨١٧م و(مانغلس) Mangles ١٨١٨م و(ادوارد روبنسون) Edward Robinson ١٨٣٢م وكان يطلق عليه لقب أمير المنقبين والباحثين؛ و(سيب) Sepp، ١٨٤٥م و(طومسون) Thomson ١٨٤٦م و(تيتوس توبلر) Titus Tobler ١٨٦٠م و(رينان) Renan ١٨٦١م و(تریسترام) Tristram ١٨٦٢م