صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/247

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٢٤٦-


و (كليرمان غانو) Clermont - Ganneaun ١٨٦٤ م ولم يكن ثمة رجل أقدر منه على البحث عن الآثار القديمة بفلسطين.

وقد زارها اللورد كيتشنر، الذي تولى وزارة الحرب البريطانية عام ١٩١٤ للميلاد، فمسح اراضيها ودرسها دراسة فنية من وجهة عسكرية؛ والخارطة التي نظمها بعدئذ أشهر من أن تذكر.

ولقد هبطها الوزير البريطاني المشهور المستر تشرشل في عام ۱۹۲۱، يوم كان وزيراً للمستعمرات وذلك في طريقه إلى القدس بعد انقضاض مؤتمر القاهرة، ذلك المؤتمر الذي حضره مندوبو بريطانيا العظمى في مصر والسودان وفلسطين والعراق بقصد التداول في شؤون الشرق الأدنى. هبطها زائراً متفقداً الأماكن التي وقعت فيها المعارك الرهيبة اثناء الحرب السكونية، تلك المعارك التي فشل فيها الجنرال موري ونجح اللورد اللنبي. وقد رافق المستر تشرشل في رحلته هذه السر هربرت صموئيل المندوب السامي لفلسطين والكولونيل لورنس المعروف بصداقته للعرب واعماله في الثورة العربية. كما كان معه عدد كبير من السيدات والقواد ورجال الحكم في مصر وفلسطين. جاءوا إليها في القطار، ومن المحطة إلى المدينة سار الجمع مشياً على الاقدام. وعند دخولهم المدينة وجدوا الناس متجمهرين وواقفين على الصفين لا لاستقبال الزائرين، وانما لابداء السخط والاحتجاج على الانتداب وعلى وعد بلفور القاضي بانشاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين.

قال المأجور ث. س. جارفس Major C. S. Jarvis, C.M.G., O.B.E محافظ سينا سابقاً الذي أشار إلى هذه الحادثة في الصفحة ٨٢ من كتابه Arab Command أن أهالي غزة الميالين بطبيعة الحال للعناد والمشاكسة كانوا يومئذ على أشد ما يكون من الكره والبغضاء لسياسة الانتداب والفكرة الصهيونية في فلسطين بالرغم من أن هذه السياسة لم تكن قد مستهم بسوء؛ ولا كان، حتى ذلك اليوم، نزل أحد المستعمرين أو المهاجرين اليهود هذه المدينة الفلسطينية القديمة. أجل، إنه بالرغم من ذلك كله، فقد كان الغزيون في الجنوب كاخوانهم النابلسيين في الشمال على استعداد لاهتبال اية فرصة تسنح للتظاهر ضد الانتداب وضد سياسة الوطن القومي اليهودي. ولهذا اصطفوا على جانبي الشارع عند دخول اعضاء مؤتمر