القاهرة إلى مدينتهم، وأخذوا يمطرونهم بوابل من العبارات التي تنم عن كره وعداء.
فهم بعض الاعضاء العبارات التي كان المتظاهرون يلفظونها، ولكن البعض الآخر لم يفهمها؛ حتى أن سيدة من السيدات اللواتي رافقن البعثة ظنت انها مظاهرة ودية، فخاطبت المستر تشرشل قائلة: «أليس مما يدعو إلى الاغتباط ان تقابل من لدن الجماهير المتحمسة بمثل هذا الترحاب الحار؟ وانه ليخال لي ان علامة الامتنان مرتسمة على كل وجه.»
ولكن المستر تشرشل كانت تحدثه نفسه ان ابتسامات الترحيب التي تخيلتها السيدة على وجوه الجماهير ما كانت تدل في الحقيقة إلا على غضب شديد. ولذلك التفت إلى لورنس الذي كان يسير من خلفه وسأله: « لورنس! هل هؤلاء القوم خطرون؟ يظهر أنهم ليسوا بمغتبطين لرؤيتنا. ما الذي يقولونه؟».
فقال لورنس: «انهم في الواقع ليسوا بخطرين. ولكن الكلمات التي يلفظونها لا تدل على ترحيب كما قيل، بل انها تدل على عداء. إنهم يصرخون: ليسقط الانتداب الانكليزي! لتسقط السياسة الصهيونية!»