صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/273

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-٢٧٢-

منها لنسج السجاد فانه يغزل في غزة ، وتغزله بعض نسائها من الصوف الخام. والكميات التي تنتجها هذه الانوال في الوقت الحاضر قليلة تكاد لا تكفي لتموين أهل المدينة انفسهم ، والقرى المجاورة؛ دع عنك التصدير إلى خارج فلسطين .

أما ( السداء ) فيستعمل من القطن المبروم بنسبة او شا او د وبلونه الطبيعي والابيض، وهذا يستورد من الهند . وأما (اللحمة) فانها من الصوف الطبيعي المقصوص من الفم(۱) والذي تغزله النساء بمغازل يدوية(٢). ونسبة السداء القطني إلى اللحمة الصوفية هي بمعدل ١ إلى ٧ أي انه لكل واحد من القطن سبعة من الصوف . وينسج النول الواحد في اليوم ما زنته ستة كيلو غرامات .

ولقد تأسس في غزة حديثاً مصنعان لنسج الالبسة الصوفية والقطنية والكتانية والحريرية : الاول للسيد ابراهيم اليازجي (١٩٤١م) والثاني لشركة النسيج العربية ( ١٩٤٢ م ) . وهذان المصنعان وان كانا قد احدثا تحسيناً كبيراً في نوع النول الخشبي المعروف في هذه البلاد منذ آلاف السنين إلا أنهما لا يزالان من النوع الذي يدار باليد ، ولا تستعمل فيه الماكنات الحديدية ولا الكهرباء .

عادت صناعة النسيج في غزة فاتعشت وبعد ان كانت منسوجاتها غير قادرة على مزاحمة المنسوجات الحديثة ولا سما المستوردة من أوربا فقد اخذت تسبقها في مضمار التجارة وذلك بسبب الحرب الحاضرة ( ۱۹۳۹) وصعوبة المواصلات مع أوربا من جهة ، وانتشار الفكرة الوطنية وتحمس اهل البلاد وايثارهم المنسوجات الوطنية على المنسوجات الأوربية من جهة اخرى .


(١) أنه وإن كان في غزة وبئر السبع وما جاورها من البلدان عدد كبير من الماشية وكان بالامكان ان يستغل الأمر فلا يستعمل فى أنوال غزة إلا ما ينتجه هذا العدد من الماشية من صوف . إلا أن أصحاب الأنوال لا يرغبون كثيراً في استعمال الصوف المحلي ، بل يؤثرون عليه الصوف المستورد من مصر والبلاد الاخرى لنظافته . وأما الصوف المحلي فأنه يباع الى التجار الذين يصدرونه إلى البلاد الأخرى. حيث ينظف بالطرق العصرية الحديثة ، ثم ينج . ويطرح للبيع في اسواق الشرق المختلفة ومنها غزة

(۲) كانت اجرة المرأة التي تغزل الصوف قبل الحرب ۲۰ ملا فى اليوم . وأما الآن قامها ۸۰ ملا