صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/291

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-٢٩٠-

زراعة الشعير وتجارته. فالملاك الذي يملك الارض ، والزارع الذي يزرعها، والحصاد، والجمال ، والتاجر ، والنوتي ، حتى والعتال - وهؤلاء كلهم يؤلفون الأكثرية الساحقة في هذه البلاد ما كانوا يتنفسون الصعداء إلا في موسم الشعير . أما اليوم وقد زال الشطر الأكبر من هذه النعمة فقد أخذ الناس يتحدثون عن الشعير، وتجارة الشعير ، وارباح الشعير كشيء كان وانقضى . وسبحان الذي لا يزول . يصدر ذلك ٣٤ -. وهناك مصيبة اخرى ألمت بسكان هذه المدينة عن طريق الزيتون . فقد كانت غزة ، حتى قبل زمن قريب ، مشهورة بزيتها وزيتونها . وكان زيتها إلى الخارج وإلى سائر المدن الفلسطينية بكميات كبيرة . وكان في غزة وحولها غابات كثيفة من أشجار الزيتون ، حتى قيل ان هذه الغابات كانت تمتد من وادي غزة إلى دير سنيد . وهناك من يقول انها كانت تمتد الى سدود أو إلى ما أبعد وكان فيها عدد كبير من معاصر الزيت (1) . وفي يومنا هذا تجد اينها حالت بقايا من البدود القديمة، والحجارة الكبيرة التي كانوا يستعملونها لعصر الزيتون واستخراج الزيت منه . وكانت تجارة الزيت من التجارات الرائجة التي ترتكز عليها اقتصاديات المدينة . وكان الفزيون يخزنونه في آبار يحفرونها تحت الأرض لهذه الغاية . من و من شدة شغفهم بالزيت واخترانه أنهم يحدثونك عن بعض المنازل التي بنيت في غزة واستعمل في بنائها الزيت بدلا من الماء. ويقولون ان الجامع الكبير بني على هذه الطريقة . كما ان أحد وجوه غزة استعمل الزيت في بناء جدار له عندما علم أن الغزاة من البدو سيغزون غزة ، وأن زيته واقع لا محالة في ايديهم وشجرة الزيتون شجرة مباركة جاء ذكرها في القرآن الكريم، وفي اسفار العهد القديم . والذي يتتبع هذه الاسفار يرى أن أول من أتقن زراعة الزيتون وصناعة الزيت هم الكنعانيون . وقد أخذ بنو اسرائيل عنهم هذه الزراعة. وكذلك فعل الفلسطينيون وفي طليعتهم الفزيون . فقد كانوا يعتنون بشجرة الزيتون اعتناء شديداً . وكان الزيت يجمع في جرار ، أو في زقاق مصنوعة من الجلد . وكانوا يأكلونه مع الخبز ، ويصدرونه إلى مصر وإلى تركيا وبر الأناضول ، ويصنعون منه الصابون . وكان في غزة عدد كبير من المصابن. وكان صابون غزة رائجاً في اسواق


(1) يسمونها في هذه البلاد ) بدود ) وواحدها ( بد ) . .