صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/32

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

اقطاب الفلسطينيين سبعة أوتار طرية لم تجف ، فأوثقته بها ، والكمين لا بث عندها في الحجرة . فقالت له الفلسطينيون عليك يا شمشون . فقطع الأوتار كما يقطع فتيل المشاقة إذا شم النار ولم تعلم قوته . فقالت دليلة لشمشون ها قد خلتني وكلمتني بالكذب . فأخبرني الآن بماذا توثق. فقال لها إذا أوثقوني بحبال جديدة لم تستعمل أضعف ، وأصير كواحد من الناس . وأخذت دليلة حبلا جديدة ، وأوثقته بها وقالت له الفلسطينيون عليك يا شمشون ، والكمين لابث في الحجرة ، فقطعها عن ذراعيه كخيط . فقالت دليلة لشمشون حتى الآن خلتني ، وكلتني بالكذب، فأخبرني بماذا توثق . فقال لها إذا ضفرت سبع خصل رأسي مع السدى ، فمكنتها بالوتد، وقالت له الفلسطينيون عليك يا شمشون . فانتبه من نومه ، وقلع وتد النيج والسدى . فقالت له كيف تقول احبك وقلبك ليس معي . هوذا ثلاث مرات قد ختلتني ولم تخبرني بماذا قوتك العظيمة. ولما كانت تضايقه بكلامها كل يوم وألحت عليه تاقت نفسه إلى الموت . فكشف لها كل قلبه ، وقال لها لم يعل موسى رأسي لأنتي نذير الله من بطن امي. فان حلقت تفارقني قوتي ، وأضعف ، وأصير كأحد الناس . ولما رأت دليلة أنه قد اخبرها بكل ما في قلبه أرسلت ، فدعت أقطاب الفلسطينيين ، وقالت لهم أصعدوا هذه المرة ، فانه قد كشف لي كل قلبه . فصعد إليها أقطاب الفلسطينيين واصعدوا الفضة بيدهم . وأنامته على ركبتيها ودعت رجلا وحلقت سبع خصل رأسه ، وابتدأت بادلاله ، وفارقته قوته . وقالت الفلسطينيون عليك يا شمشون . فانتبه من نومه ، وقال اخرج حسب كل مرة ، وانتفض ، ولم يعلمأن الرب قد فارقه . فأخذه الفلسطينيون ، وقلعوا عينيه ، ونزلوا به إلى غزة وأوثقوه بسلاسل من نحاس ، وكان يطحن في بيت السجن . وابتدأ شعر رأسه ينبت بعد أن حلق.

((وأما أقطاب الفلسطينيين فاجتمعوا ليذبحوا ذبيحة عظيمة لداجون إلههم ويفرحوا .. وقالوا قد دفع إلهنا ليدنا شمشون عدونا . ولما رآه الشعب مجدوا إلههم. لأنهم قالوا قد دفع إلهنا ليدنا عدونا الذي خرب أرضا ، وكثر قتلانا . وكان ما طابت قلوبهم أنهم قالوا ادعوا شمشون ليلعب لنا . فدعوا شمشون من بيت السجن . فلعب أمامهم . وأوقفوه بين الأعمدة . فقال شمشون للغلام الماسك بيده دعني ألمس. الأعمدة التي البيت قائم عليها ، لأستند إليها . وكان البيت دلو، ارجالا ونساء. وكان