-۳۲۰-
وفي بعض الأحيان يلبسون (العباءة) ايضاً ، وذلك عند التجائهم إلى الراحة من العمل او قيامهم بزيارة . وقد يكتسون العباءة فوق الغمباز مباشرة ومن غير معطف. وأما ابناء الطبقة الراقية ، واغلبهم مثقفون تثقيفاً عالياً ، فانهم يلبون ( البذلة ) الاوربية المؤلفة من الجاكتة والبنطلون والصدرية والقميص وربطة الرقبة . فتكاد لا تميز بينهم وبين ابناء الطبقات الراقية عند اية امة من الامم المتمدينة من حيث النظافة والاناقة والذوق والهندام . وكذلك قل عن غطاء الرأس فهو يختلف . عندهم بالنسبة لاختلاف الذهنية ومبلغ الرقي . فمنهم من يلبس الطربوش المغربي ، مشدوداً بكوفية من الحرير او القطن الابيض . وقد تكون هذه ذات لون ابيض . وقد يتخلل هذا البياض خطوط صفراء . ومنهم من يلبس الكوفية من غير طربوش . ويثبتونها بالمقال (۱) . وأما ابناء الطبقة الراقية فانهم يلبسون على رؤوسهم الطربوش الأحمر . وبعضهم يرتدي (الفيصلية) (٢) وهؤلاء قليلون . وقد انتشرت بينهم الكوفية والعقال (انظر الى الصورة في الصفحة (۳۲۱) منذ الاضراب العام ( ١٩٣٦م ) والثورة الفلسطينية (۱۹۳۸ م ) . وذاعت في الأيام الاخيرة ) موضة ) (۳) بين الشبان وهي ان يظل الواحد منهم حاسر الرأس اينما حل وحيثما سار . وكذلك قل عن الاحذية فانها تختلف باختلاف الاهواء والاذواق والذهنية ومبلغ الرقي : فهناك (الخف) و (الفعل) و (الصندل) و (الكندرة) و (الجزمة) . هذا من حيث الرجال . وأما النساء فين نوعان : نوع ينتمي إلى طبقة العمال والمزارعين ، وآخر ينتمي إلى الطبقة الراقية من وجوه البلد وأعيانها وموظفيها . ان نساء النوع الأول يلبسن في الغالب ) الحمار ) على الرأس ويسمونه (الطرحة ) . ولون هذا الحمار اسود في أكثر الحالات ، وابيض في بعض الحالات . ويغطين وأتقن فتله .
(1) اصله ) عقل ( الدابة أي منعها من الهرب . والبدو يسمونه . ( مرير ) وهو الأصح . وهذه الكلمة مأخوذة من أمر قتل الخيل اى احكمه . (۲) لباس الرأس في العراق . وقد وضعت في زمن ملك العراق المرحوم ا فيصل الأول . وتسمى ايضاً ( سدارة) . وعلى قول أن الملك فيصل اقتبسها عن ( كليمانصو ) الوزير الافرنسي المشهور . الملك (۳) ( الموضة ) كلمة اجنبية ، لكنها شائعة فى هذه البلاد اكثر من أصلها المعرب وهو ( الزي الحديث ) .
