-٤٧-
غزة وبابل
إن أول من اكتسح هذه البلاد من ملوك بابل هو ( سرجون الاكاري) ، ثم إبنه ( نارام سين ) ، وهما من أصل سامي . ولكن حكم هذين الملكين لم يعمر طويلا، إذ لم يكن المصريون ليتركوا لها مجالا للراحة .
۲ - ولما تضعضع الحكم الفرعوني في البلاد على عهد تيخو الثاني (٦٠٩) ق.م، اقسم خصومه البلاد التي كان قد احتلها . فكانت سوريا من حق (نابو بولصر ) (۱) ملك بابل . ولما كان هذا من الشيخوخة بدرجة لا يستطيع معها الحرب ، جاء ابنه ( نبوخذ رزر ) (۲) فتولى الأمر . وقامت بينه وبين فرعون مصر نيخو الثاني، عند الفرات معارك دامية ( ٦٠٥ ق.م ) . فتغلب البابليون ، وقهروا المصريين. وكان نصر البابليين هذا قوياً بدرجة أن نيخو لم يحاول الاشتباك معهم في حرب مرة اخرى . وتخلى المصريون عن سوريا وفلسطين معاً ، فدخلت هذه تحت الحكم البابلي.
٣- أراد نبوخذ رزر أن يوطد أركان حكمه في فلسطين ، فلم يجد ثمة وسيلة لذلك سوى سي اليهود ، فساهم ؛ وأقصاهم عنها إلى العراق . ثم هبط غزة ) ٥٦٨ ق . م ) ، وأخذ يستعد لمهاجميسة مصر . إلا أنه على ما يظهر ، أحس بالشيخوخة فانسحب إلى بابل قبل أن ينال بغيته . فانتدب انه ( بختصر ) ليقوم باكمال هذه المهمة . وأمده بجيش كبير . بيد أن الأب مات قبل أن يبلغ الابن غايته ، فاضطر هذا أن يسرع في الرجوع إلى بابل ، على أمل أن يعود لاغام مهمته في فرصة اخرى . ولقد أعاد الكرة. فاحتل هذه البلاد، واحتل غزة في طريقه إلى مصر . ثم احتل مصر ، وقتل ملكها ؛ وبعد أن أقام عليها عاملا من امرائه عاد إلى بلاده.
٤ - وبعد وفاة بختنصر خلفه في الحكم ( آمل مردوق ) عام ٥٦١ . ق. م. لكنه خلع بعد ستة ، فتسلم زمام الملك من بعده ) نرجال شاروزر ) . وظل هذا متربعاً في دست الحكم حتى عام ٥٥٦ ق . م خلفه إبنه بضعة أيام فقط . ثم ارتقى العرش
(۱) وهناك من يسميه ( نابولو نصر ) ايضاً .
(۲) وهناك من يسميه ( نبوخذ نصر ) ايضاً .