صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/49

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-٤٨-

البابلي ( نبونيد) . وكان هذا العرش يضم يومئذ تحت جناحه العراق ، وسوريا ، وشرق الاردن ، وفلسطين إلى التخوم المصرية في غزة . ولكن الفرس داهموه بقيادة ملكهم كورش الفارسي ، وقضوا عليه وعلى أمبراطوريته .

٥- لم يرتق عرش بابل بعد حمورابي (۱) حاكم مثل ( نبوخذ رزر ) . إذ لم تلعه حروبه مع المصريين ، وانتصاراته على الامم المجاورة لبلاده عن واجبه من حيث العمران : فقد فتح الشوارع ، وأنشأ القصور ، وشجع العلوم ولا سيما علم الفلك ونشر التجارة والصناعة ؛ ولو لم يكن له من فضل سوى الجنائن المعلقة التي تعد من عجائب الدنيا السبعة ، لكفى .

٦- لم تكن فلسطين مستعمرة بابلية بكل ما في كلمة الاستعمار من معنى ؛ بل كانت مستقلة استقلالا داخلياً ، تدفع ما عليها من ضرائب لبايل ، ثم قدير نفسها بنفسها كيف تشاء . ولم يدم الحكم البابلي في هذه البلاد سوى بضع مئات من السنين . وكان من آثاره أن ازدادت العوامل التجارية والاقتصادية مع بابل ، وانتشرت الكتابة المسمارية والبابلية، وشاعت اللغة البابلية في السياسة والتجارة ؛ حق أن المراسلات التي وجدت على ألواح تل العمارنة بمصر، كتبت باللغة البابلية . وأما اللغة التي كانت دارجة بين كان البلاد، فقد كانت الكنعانية .

V- ولقد كانت غزة في عهد السيطرة البابلية مدينة كبيرة . غير أنها ما كانت يومئذ لتلعب دوراً كبيراً ، كالدور الذي لعبته فما بعد في السياسة الدولية . وقد ذكرها المؤرخان هيكاتيوس وهيرودوتس فقالا عنها ( انها مدينة كبيرة ) . تلك كانت حالها قبل أن يحتلها الفرس .

(۱) انه من حكام ،بابل، ارتق اربكة الملك سنة ٢١٠٠ ق . م وهو واضع الشريعة المعروفة باسمه : ( شريعة حمورابي ) .