صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/73

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-٧٢-


خمر غزة وعسقلان مشهوراً . حتى لقد طار صيت هذا الخمر ليس في روما فحسب، بل وفي جميع البلاد الواقعة في حوض البحر الأبيض المتوسط . وهنا في داخل مدينة غزة عثر رجال البلدية على مجرى قديم لا شك أنه من بقايا عهد الرومان ، كانت المياه القذرة تجري فيه . وكم يود المصلحون أن يكون لغزة الحديثة في يومنا هذا مجرى مثله.

۱۸ - ولم ينقطع سيل المهاجرين والتجار من العرب في عهد الرومان . فقد ظلوا يفدون إلى غزة من جميع انحاء الجزيرة العربية ، كما كانوا يفعلون في العهود الغابرة . وظلت غزة في عهد الرومان أيضاً ، المدينة التي يؤمها العرب في رحلة الصيف، ويحملون إليها تجارتهم لتوزع منها إلى البلدان الواقعة في حوض البحر الابيض المتوسط . وقد انضم الرومان إلى هذا التكتل من السكان ، فأصبحت غزة من امهات المدن في الشرق الادنى . وكان الكتاب يومئذ يصفونها بـ (المدينة الشريفة) و ( المدينة الجميلة ) و ( المدينة الفنية ) .

١٩ - وفي القرنين الخامس والسادس الميلاد كان في غزة مدرسة كبيرة للخطابة ذاع صيتها في فلسطين وسوريا وسائر بلاد الشرق ، وهي أشبه بسوق عكاظ. وكثيراً ما كان يتبارى في هذه المدرسة الخطباء من رومان ويونان وعرب .

۲۰ - وفي عهد ( هرقل ) ٦١٠ - ٦٤١ ب . م . الذي استرد فلسطين من الفرس ، لبت غزة وسائر البلاد الفلسطينية التي كانت تحت حكم البيزنطيين دعوة الإسلام، فاحتلها العرب ٦٣٦ ب . م . وأصبحت بعد ذلك التاريخ عربية مسلمة بكل ما في هاتين الكلمتين من معنى . كما ترى ذلك في الفصول التالية